رثاء الدكتور مصطفى محمد العياشي
رحلتَ ولكنّ صداكَ المقيمْ كضوءٍ توهّجَ فوقَ الغيومْ
فأنتَ الذي كنتَ نبضَ الحروفِ وقلبًا يضيءُ دروبَ العلومْ
تمنّيتَ يومًا بأن تستمعْ لصوتي يُرنّمُ شعرًا ونغمْ
فما كان صوتي سوى رجعُ نبضٍ يلاقي بصدركَ حلمًا رسمْ
نصحتَ بحبٍّ وقلتَ ابنتي وأوصيتَ بي خيرَ قولٍ كريمْ
كأنَّ الحياةَ تخافُ عليَّ كأنَّ الأمانَ لديكَ مقيمْ
قرأتَ فكنتَ الضياءَ لنصّي وكانت حروفي ترَى فيكَ روحْ
فأنتَ الذي كنتَ فكرًا عميقًا وأبًا كريمًا ودرعًا صدوحْ
رحلتَ ولكنَّ صدري احتواكَ كطيفٍ يمرُّ كشعرٍ نديّ
وداعًا أيا من حملتَ المعاني وداعًا لروحٍ كطهرِ الندى
رحلتَ ولكنكَ فينا مقيمٌ بفكرٍ سماويّ صوتٍ نديّ
سنروي الحكايا ونمضي وفيها بصمتكَ وحيٌ وشوقٌ شجيّ
سلامٌ عليكَ بعطرِ الذكرياتِ وعودًا إلى نورِ كونٍ بهيّ
بقلمي الأديبة غزلان البوادي حمدي
