لكل سرب من الطيور حكايته
وتلكَ الطيورُ بكتْ مُضطرَّهْ *** إذا الريحُ عصفتْ بها مُدْمِرَهْ
أصابَ الجفافُ جناحَ السَّما *** فضاقتْ على الأفقِ هذي الذُّرَهْ
تراقصَ في الغُصنِ وَكْرٌ ذَبُلْ *** يُناجي السَّماءَ بصوتٍ خَجِلْ
يحِنُّ إلى الدفءِ في مُهجَةٍ *** تمادى بها الحزنُ حتى أَفَلْ
وفي الصبحِ طارتْ بجُرحِ الرَّحيلْ *** تُغنّي نشيدًا كصوتِ الذُّبولْ
تودّعُ وَكْرًا تهاوى الأسى *** عليهِ وحلَّ بهِ المستحيلْ
وكمْ مِن طيورٍ غَدَتْ هائمهْ *** وألقتْ على الرّيحِ هذي الخُطَى
ولكنَّها رغمَ جورِ الطُّغاةِ *** تظلُّ تُحلقُ فوقَ السَّمَا
رفيقَ الرّوحِ، فذاكَ القَدَرْ *** يُسافرُ في الأفقِ مثلَ السَّفرْ
فإنْ هاجرتْ روحُ عُشِّ الحنينْ *** ستسكنُ يومًا بلادَ القَمَرْ
بقلمي: الشاعرة الأديبة غزلان حمدي
