يوميات الغياب
/7/
*******
في الليل ، يظهر العالم و الكون أمامي في أبهى صورهما ، ويتجلى الجوهر في لحظة التجلي ، حيث أرى ما ينبغي أن أراه ، وبالأحرى ما أريد أن أراه . لحظة التجلي من لحظات " الثمالة " التي يمتزج فيها اليأس بالانكسارات ، فأكُفُّ عن البحث عن اليقين .. عن المختبئ وراء الاستعارات والمجازات و الرموز .. لحظة التجلي ليست لحظة دائمة .. هي تأتي بعد عذاب ومعاناة طويلة .. تنتهي لأبحث عن الخطى المُفارِقة التي تقودني إلى شيء ما .. إلى بطَّانِية دافئة .. إلى معاطف الشتاء المتوارية طويلا في الدولاب .. إلى مكان ما .. إلى أجساد في الظلام .. إلى ذراعين يعبثان بشيء بين حضور و غياب .
يختفي الحضور و يبقى الغياب ، ألْتَفُّ حول الوهم الذي يتجسد أمامي تمثالا لأحد ما.. ثم فجأة تمتزج الحياة بالموت ، ويختفي كل شيء في لمحة بصر . تختفي البدايات و النهايات.. تختفي كل الأمكنة .. كل الأشياء إلا " وردة " نبتت في صقيع ليلٍ من ليالي يناير 2025.
بقلم
Assif Assif
//المغرب//