عشقكِ أماتني ...
أسألي شفتيك عني ، كم رضعتُ
العسلً من غاباتِ الصنوبرِ ...
عسلُ شفتيكِ أنساني طعمَ النبيذَ المعتقِ و أيقظني من سكُري عنوةً ...
كم من مرةٍ اختبأتُ في رموشِ
عينيكِ وكم من مرةٍ اختبأتِ في تنهداتي ...
إن استطعتِ الهربَ من داخلِ شراييني ، فهربي ...
سأرقصُ على نبضِ قلبكِ وأنحني بكاملِ قامتي إجلالاً و إحتراماً لأقدمَ التحيةَ لعنفوانِ نهديكِ ...
كم من قبلةٍ رسمتها على خدكِ ، وكم من قبلةٍ بوقارٍ طبعتها على جبينكِ ...
أنتِ سيدةُ النساءِ وسيدةُ العذارى في عصركِ ، بل في كلَّ العصور ...
لن أغازلَ سواكِ ، لا لن أفعل
سواكِ لا يستحقَ مغازلتي
لستُ بحاسدٍ لأحدٍ على نعمةٍ من ربي كلُّ نعمً ربي تجلت فى قامتكِ وقامتكٍ مرميةٍ في حضني وحدي ...
صوتُ العندليب يغارُ من نعومةِ صوتكِ الكروان يقلد العـُربَ في ترانيمَ آهاتكِ ...
ويسرقُ طائرُ الحجلِ النظرَ متغزلاً في عينيكِ
الطاؤوسَ يكرهُ ألوانهُ أمامَ أناقتكِ
صفوانَ خدكِ يأسرني ...
و أسيلُ الوجنتينِ يؤرقني
و أنوثتكِ فيها هلاكي و ضياعي
ضميني إلى صدركِ مستلقياً
و أجعلي شعركِ يلامسَ خدي منتشياً
يغارُ الليلُ من شعركِ المتناثرِ على الوسادةِ ...
ويصرخُ الفجرُ متفجراً باكياً و وجهكِ
المنيرُ يضيءُ عتمةَ الليلِ ...
و أرتشفُ قهوةَ صباحي من شفتيكِ
رحيقاً و عسلاً ثم أسكرُ ولا أصحو
و أقتربُ من مماتي ...
من يرتشفَ قهوتهِ من شفتيكِ كيف لهُ أن يصحُ و قد ماتَ منذُ آلافَ الأزمانِ ...
إنني خجولٌ جداً لن أسألكِ إلا رحمةٍ
منكِ فيها أعودُ إليكِ ،رقودي أفناني ...
أسألكِ راجياً أن تلبي سؤالَ مشتاقٍ مثلي لغمرةٍ فيها لكِ أحتضاني ...
زوري سريري مرةً و لا تبالي
و دكِ مضجعي منتقمةً من هجراني
و ألعني المسافاتَ التي بيننا
و ألتحمي بجسدِ و تعرقي بأنفاسي
نكايةً بكل الأعرافِ و التقاليدٍ و الهوانِ
و أغمضِ عيناكِ لوهلةٍ و أستعيدي ذكرياتي و غوصي في أعماقي عاريةً و بعشقٍ
و أختبئي خلفَ جلدي و سأغلقُ عليكِ مساماتي و خلجاني ...
سأمنحكِ دفئي و غلياني ، بركانَ عشقكِ أحرقَ كياني
أمنحيني أنوثتكِ بغفلةٍ لنفجرَ نبعاً
يزدادُ تدفقاً و جريانِ ...
سأمنحكِ رعشةَ الحياةِ و الخلدِ
و السفرَ عبرَ الأزمانِ ...
سريري يتوقُ لمعركةٍ بيننا يكونُ
فيها كلانا الجانِ ...
و الدماءُ تسيلُ و تلطخَ الجدرانِ
و قطنَ الوسائدِ يتناثر في كل مكانِ على سريري ستقام أعتى المعاركَ
كأننا في جاهليةٍ و نذكر بالبسوسِ
القاصِ و الدانٍ ...
و نستمرُ في ملحمتنا دونما ندمٍ على مافاتَ من عمرنا دونَ درايةً من وجدانِ ...
و نمسحُ الماضِ بأسرهِ و نكتبُ حاضراً لمرةٍ دونَ أن نعاني ...
و نسدلُ الشراشفَ على جثاميننا
و نرقدُ كأهلَ الكهفِ ولا نريدُ بعد
ذلكَ صحوةً و لا عودةً لدنيا تثيرُ
اشمئزازي و غثياني ...
و إن صحونا يوماً على صوتِ ديكٍ
يصيحُ لا تفوتكم صلاةُ الفجرِ
عفواً ومعذرةً أيها الديكُ
يعفو ربنا لمن بهِ عذرِ .
يعفو ربنا لعاشقٍ متيمٍ بكى قهراً
و ألماً ...
و لعاشقةٍ ذلها نارُ الهوى شوقاً
و أفقدها العقلُ رجدها و أنهكها مرُ الصبرِ و الطغيانِ ...
باللهِ عليكَ يا ديكُ لا تؤذنَ الليلةَ
أذن بعدَ شهرٍ أو بعدَ سنةٍ من الآن ِ .....
الشاعر الدكتور جمال مصطفى ...!