مرسى الإنتظار الأخير بقلم الشاعر القدير عزيز بلغازي زناتي

 مرسى الانتظار الأخير

إهداء إلى الشاعر: عزيز بلغازي زناتي

أنا الواقفُ عندَ شواطئِ الرجاءِ،

لا سفينةَ تُقلّني،

ولا غيمَةٌ تُضلّلُ صبري،

أمدُّ يدي للغائبِ البعيد،

كمن يزرعُ الحنينَ في صحراءِ قلبِه،

ويؤمنُ بأنّ الزهرَ يوماً سيَميل.

أحببتُكِ…

حينَ كانتِ الطرقاتُ مغلقة،

وحينَ كانَ الحُبُّ يُكتَبُ بالحِداد،

وحينَ كانتِ الخطواتُ على قلبي

أثقلَ من صوتِ الغياب.

يا أنتِ…

يا ضالتي التي ما ضللتُ عنها،

وما نسيتُ،

أقسمتُ أن لا أعودَ عن وعدي،

وأن لا أبدّلَ الانتظارَ

بألفِ حضورٍ لا يُشبهك.

مرّوا عليّ…

كلماتٌ، ووجوهٌ، ونصائحُ العابرين،

قالوا: "دعها، فالحبُّ لا ينتظرُ طويلاً"

فابتسمتُ…

لأنهم لا يعلمون أني ما كنتُ أبحثُ

عن حبٍّ،

بل عنكِ.

أكتبُ اسمَكِ على ضفائرِ الوقت،

وأرسمُ طيفَكِ في فناجينِ الصباح،

كلُّ من في المقهى يظنني مجنوناً،

وأنا لستُ إلّا عاشقاً

يعيشُ تفاصيلكِ في نكهةِ القهوة،

وفي بخارِ النافذة.

تعبتُ؟

لا.

فالعاشقُ لا يتعبُ من النبضِ

الذي يسكنُه،

ولا يملُّ من انتظارِ

مَن جعلَ العالمَ أصغرَ من وردةٍ

كبرتْ في قلبِه.

فإن جئتِ…

ستجدينني حيثُ تركتِني،

بقلبٍ كما هو…

لم يُغيّره الزمنُ،

ولا شحّتْ فيه المعاني،

ولا غادرتْهُ الأحلامُ.

وإن لم تأتي…

فها أنا ذا،

أُقيمُ في مرسى الانتظارِ الأخير،

بلا سفينةٍ،

بلا موعدٍ،

لكن… بكلِّ اليقين.

خاتمة نثرية:

في مرسى الانتظار الأخير...

لا يشترط أن تأتي،

ولا أن تعتذري،

فأنا لا أعدُّ الأيام لأجل اللقاء،

بل أعدّها لأني أحبك،

وهذا يكفيني عن كلّ وعدٍ مؤجَّل،

وكلّ حضورٍ ناقص...

فأنتِ الحضورُ الكامل ولو في الغياب.

#مرسى_الانتظار_الأخير

#عزيز_بلغازي_زناتي

#عاشق_لا_يتراجع

#قصيدة_انتظار

#MolMenjel_Style

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال