تحليل وقراءة أدبية بقلم الأستاذ الصحفي الشاعر الناقد مُحَمَّد الوَدَانِي
قصيدة "القدس" تنبض بروحٍ عميقة من الوطنية والاعتزاز بالهوية، وتعبّر عن معاناة شعب يعاني من احتلال مستمر. الأبيات تتسم بالبساطة الشديدة في التعبير، مع قفزات لغوية سريعة تُظهر حالة من اليأس والرفض للقهر. استخدمت أسلوب النداء المتكرر "يلا نْفُوتْ" ليؤكد على ضرورة التحرك الفوري والصمود في وجه العدوان، مما يعطي القصيدة بعدًا حيويًا ودعوةً ملحة للنهوض والقتال من أجل القدس.
أسلوب القصيدة مستمد من لغة الشارع الشعبي الذي يعكس واقع الشعب العربي، كما يُظهر بوضوح السخط تجاه الحكام وواقع الخنوع الذي يعاني منه المواطن العربي. تكرار عبارة "يلا نْفُوتْ" يعكس التوتر الشديد، كما أن استخدام كلمات مثل "مغصوبة" و"مبهوته" يشير إلى حالة من الخوف والحيرة. وهذا يبرز وجهًا آخر من الواقع العربي الذي يعيش تحت وطأة الظلم والتفكك.
رغم الطابع المباشر والتحدي الذي يطغى على القصيدة، إلا أن ثمة لحظات من التفاؤل في النهاية، حين يتحدث الشاعر عن "يوم النصر" الذي "قريب" ويَعِد بالدم الغالي من أجل تحرير القدس، ما يعكس الأمل الثابت رغم الألم.
الشاعر فتحي بالسعيدي في هذه القصيدة يقدم صوتًا جريئًا وحيويًا يعكس تمسكه القوي بقضية الأمة الفلسطينية، مما يجسد الشعور العميق بالانتماء والاحتجاج.
مع تحيات ادارة مجلة غزلان للأدب والشعر والابداع الفني العربي للنشر والتوثيق والقراءة النقدية التحليلية الثقافية العربية