عنوان: "أسرار الحياة في صفحات الزمن"
بقلم عزيز بلغازي زناتي
رأيتُ الريحَ العاتية تسحبُ ما في الأعماق،
تأخذُ من القلبِ كلَّ نبضةٍ، ولا تترك سوى الذكرياتِ والهواجسِ التي تلاحق.
وأنا ككتابٍ مفتوح، بين يدي الزمان،
صفحاتٌ تتناثرُ، منها ما يسكنُ في الروحِ ومنها ما يظلُّ يراودُ العقلَ في الليلِ البهيم.
بين السطور، تلتفُّ الحكايا كما يلتفُّ السحابُ حول قمة الجبل،
وفي كل كلمةٍ، سرٌّ يكشفُه الزمنُ، ثم يختفي في الظلال.
الحياة كالسرابِ، تظهرُ جميلةً في الأفقِ،
لكنها تتلاشى سريعًا، كالموجِ الذي يسحبُ الرمالَ من الشاطئ، تاركًا الفراغَ في مكانه.
وفي كل لحظةٍ، تبتسمُ لنا الأماني، ثم تغيبُ كنجمةٍ في سماءٍ غائمةٍ،
لا نعلم أين تذهب، ولا أين تعود.
وأنا مثل الأرض التي ترويها آلامُ الأيام،
في كلِّ شقٍّ وجُرحٍ تنبتُ حكمةٌ، وفي كلِّ غيمةٍ سوداء، يولدُ النورُ بعد العاصفة.
كما تُزهرُ الزهورُ بعد المطر، هكذا تنبتُ أحلامنا بعد الشدائد،
وتتعلمُ الروحُ أن تمشي على الجمر، دون أن تلتفتَ إلى الألم.
كل يومٍ يمضي، يحملُ سرًّا جديدًا،
يأتيك في شكلِ فكرةٍ تضيءُ قلبك، أو تحدٍّ يختبرُ قوتك وعزيمتك.
والزمنُ يمضي كما النهر، لا يعودُ أبدًا إلى الوراء،
كل لحظةٍ تسحبُ معها جزءًا منك، وتترك لك جزءًا آخر من الوعي والحكمة.
لكن الكتاب الذي بين يدي، ليس مجرد ورقٍ وحبر،
بل هو سجلٌ حيٌّ لكل لحظةٍ عشتها، ولكل فكرةٍ نبتت في رأسك، ولكل دربٍ مررتَ به.
إنه مرآةٌ، تعكسُ ألوانَ الحياة وتدرُّجاتها،
فيه تختلطُ أفراحك مع أحزانك، وتتعانقُ الذكرياتُ مع الآمال.
تلك الصفحات هي مرآةٌ للحياة،
فيها تجتمع أفراحُك وآلامك، أحلامُك وواقعُك، وكلُّ ما يختلجُ في صدرك من مشاعر.
كل حرفٍ ينبضُ بالحياة، وكل سطرٍ يروي قصةً جديدة،
وقلبك هو الكاتب، والزمنُ هو الورق، والأيامُ هي الحبر الذي لا ينفد.
وفي كل حرفٍ نكتبُه، هناك حياةٌ جديدة،
حياةٌ مليئةٌ بالأملِ، رغم الصعوباتِ والآلام، تكتبها يدُ الزمان دون أن تشعر.
نحنُ بين السطور، نرسمُ قصصنا بالأمل،
ونكتبُ بأيدينا تلك الحكايا التي تنتظرُ أن تُقرأ في كلِّ الزمان.
فالكتاب، ليس مجرد كلماتٍ جامدة،
إنه رحلةٌ، فيها الخيباتُ والهزائمُ، كما فيها الانتصاراتُ والأملُ الباقي رغم العواصف.
وفي كل لحظةٍ، نضيفُ سطرًا جديدًا، ليظلَّ كتابُ حياتنا مفتوحًا،
يسعى الجميع لقراءته، ولكن فقط من يفهم أسراره يكتشف مغزاه.
وهكذا نكون نحن،
قصصٌ مكتوبةٌ بين سطورِ الحياة، كلُّ يومٍ نضيفُ فيه سطرًا جديدًا، حتى نكتملَ مع مرور الزمن،
وفي النهاية، نترك خلفنا كتابًا لا ينتهي،
إرثًا من الحكايا، وحكمةً في قلب الزمان.