ذاكَ الاسمُ... أُغنيتي***
.............................
تُرى، بماذا تَهمسُ النبتةُ للوردة؟
وبأيِّ اسمٍ قد يليقُ بها؟
رُبّما تُلوِّحُ لها بورقةٍ من غُصنِها،
كأنّها كفٌّ تُشيرُ إلى عناق،
أو أنّها تُرسلُ في النسائمِ حفيفَ غنجِ المرايا،
أو تَنحني... لِتَهمسَ باسمِها في هانئاتِ الحُلم.
وبعدَ ذلك...
فهل تسمعين؟
هي حروفُكِ،
قد تَسابقتْ في فَمي كأصابعِ عِطر،
تَنسُجُ وجودَكِ خريرَ نهرٍ لا ينتهي،
وثغرُ قلبٍ يُرَفرفُ مواويلَ عصافيرَ بلا استئذان.
وَقْعُ حرفَينِ، كعينَينِ زمرّدتين،
يُقالُ بهما كلُّ انسجام،
سحرُ أصدافٍ تَغوصُ بها روحي وتَنسى الزمان.
حرفانِ، كجُرّتَي أُذُنٍ من فسيفساءِ خيال،
يُنصتانِ لِغَمزةِ همسَتي في كلِّ مكان.
حرفانِ، كشَفَتَينِ في أندى الكَرَز،
تَبتسمانِ بِوِلاداتِ لُؤلُؤٍ ومَرجان.
حرفانِ، كيدَينِ، كغُصنَي وَتر،
بكلِّ نايَاتِ عشقٍ يُدَندِنان.
حرفانِ، كقَدَمَينِ في وَشيِها الصُّوَر،
في قفزةِ غَزالةٍ، تَسعيان.
وبعدَ ذلك... فهل تسمعين؟
قد كَتبتُ لكِ على جدارِ الروح:
أما لهذا الحرفِ الذي
أضاميمُه نَسيماتُ فَجرٍ،
أن يَستريحَ على شفَتي؟
أما لهذا الاسمِ
أن يَقطُرَ ما بينَ كُحلٍ وطَرْفٍ،
ليُصبِحَ حِضنَ يَدي؟
لم أنطِقْكِ...
لكنّ الوردةَ التي على كَتفِكِ
التفتَتْ بابتسامتها نَحوي،
كأنّها سَمِعَتِ الاسم.
( محمد الحسيني )