لست أدري...
أأنا التي فقدت من يفهمني؟
أم هو من أضاعني في زحمة الغياب؟
فالحزن مقيمٌ في أعماقي، لا يرحل،
والألم...
ما زال يُكتب على أوراق القلب كأنه سيل لا يتوقف،
يغمرني كقدر محتوم لا مهرب منه.
أما الفرح...
فقد تاه بين الأيام،
وتعرّض لحظرٍ لا رجعة فيه،
وتمّ نفيه من تفاصيل حياتي كأن لا حق له بالبقاء.
السعادة؟
أضحت مجرد شعار معلّق،
أو قصيدة يتيمة... نُظِمت ذات يوم ثم نُسيت،
ضاعت في زوايا الروح، ثم تلاشت بهدوء.
أماتت الكلمات؟
أم أن الحروف فقدت نبضها؟
أم أن القلوب قد نُقش عليها
"مغلق إلى الأبد"...
أو ربما هو غيابٌ مؤقت
تحوّل مع الوقت إلى اختفاء دائم.
صمتي اليوم...
عالمي الخاص،
لا يفهمه سواي.
لم يعد هناك من يعاملك بصدق،
فالمشاعر صارت مؤقتة،
يأتونك وقت الحزن،
ويغادرونك حين يأتي الفرح،
حتى أحاديثهم...
فارغة من المعنى،
وابتساماتهم... محض مجاملة،
واهتمامهم... زيف يرتدي قناع الحنان.
فكيف لا أرتدي أنا قناع الصمت؟
وأتوارى عن عالمي؟
هل ماتت كلماتي؟
هل جفّ نبع مشاعري؟
أم أنني أنا... من ماتت في صمتها،
دون أن ينتبه أحد؟
ومع كل هذا...
أتمسك ببقايا الضوء في داخلي،
أكتب لأتذكّر أنني ما زلت أتنفس،
وأن الشعور... وإن مات في العلن،
فهو في القلب، لا يزال يقاوم.
بقلم: عائشة أم أمين