أقبل ثم أدبر
هذا اقبل وذاك أدبر ،العمر يفنى و حياتنا فصول هذا مولود وذاك مقبور، وكل نفس تأخذ ما هو مكتوب كل امرئ رزقه يأخذه بمقدور ، لا تشغل بالك في قسمة ارزاق الخلائق ، هناك من يسكن كوخ وهو مستور بقلب مسرور وهناك من يسكن ابراج وقصور و هو ينام بقلب مكسور ، كل ما تراه مجرد ورق في مهب الرياح يدور وكل بناء جابر غدا مكسور ذاك في المهد بالبسمة يزهر كالورود وزهور وذاك على سرير من ألم السقم يذوب يدنو الى القبور ، واحد مقبل والآخر مدبر من الدنيا ذاهب يسكن في ظلمة القبور ، أو يسكن أجمل القصور
حياتنا في شكل أوراق تحتويها الكتب، ومعانيها اسماء حرف نصوص وافكار تكتب لترسم واقعنا ، نحن نختلف في القليل ونتشابه في الكثير ، نحن نسير في دروب طويلة بين شوارع الطرقات تختلف الوجهة ، ومع ذالك نختلف بمشاعرنا من مكان إلى آخر على حسب الرياح الرغبة و الميول، هناك من البعض يترك بداخلنا أجمل الذكريات ويرسخ في مكانه بصمة وان غاب يبقى مكانه شغور وجوده محفور .
الدنيا مثل عجلة أو دوامة بالوقت بنا تدور تركض بنا ما بين المحطات الحياة ، تنزل في بعض المحطات أحباب واطياف من حياتنا وتصعد اخرة جديدة نكمل معها دروب الأحقاب و أنت فيها بالخاطر سعيد أو حزين لها مجبور حيث نحن سائرون، في تلك التفاصيل نختلف بالمشاعر والأحاسيس ، لكن الحقيقة الوحيدة هي نحن مجرد ركاب في زمن يرتحلا ، بما فيها من جمال وحسن وآمال وحسرة وألم ونبقى نتأرجح ما بين الغرور بالفرحة والسرور وغدا تحت الثرى في يوم الجمعة تأتينا الأحباب تزور .
للإنسان قوة عجيبة قد تمر عليه رياح كل الفصول ولا تهزه مهما كانت عاصفة شديدة والاهواء ولا يسقط أمامها ، وقد تمر به نسمة خفيفة تسقطه أرضا ، نحن بالفعل نمر على لحظات نتحمل الصغير والكبير العاقل والمجنون ونتحمل جبال المصاعب ، وقد تمر بنا لحظة أخرى لا تستطيع فيها تحمل حجرا لبنة واحدة ، نحن نقاوم الألف من الكلمات الرديئة ونحي وقد تقتل المرء كلمة واحد .
نحن لا ننهار مرة واحدة لولا التراكمات المستمرة فوق الصبر ، أن الاحمال السابقة والكلمات والعواصف الأخيرة كشفت حجم الضرر السابق نحن لا نموت بضربة واحدة ، وهكذا نحن نعيش اليوم وغدا وما وراءنا من أجيال جديدة ، الحياة تسقطنا وتغير مشاعرنا حتى أخلاقنا مع تراكمات وليس في اللحظة يتغير الإنسان ما يمر به بعضنا ليس سهل على البعض الآخر.
كم روضت نفسي لكي لا تثور و طيبت لساني بالكلمات مثل البلور طالب العفو والصفح من الله الغفور ، طامع في عفوه وستره أصبح في رحمته عنده مقبولا ، قبل ما اصبح على الأكتاف محمولا ، أعمارنا مهما طالت لن تدوم طويلاً لا قدرة لنا ولا حولا ، لقد راقبت الكثير من الناس وهي تسكن بالقبور لم تأخذ معاه من ما جمعت الى كفن ليس به جيوب .
بقلمي.