تحياتي والياسمين لسيد الشاعر محمد ابو ياسين


 تحياتي ... و الياسمين

كيف السبيل إلى الوصول إليك

أيتها الجميلة التي في كل يوم 

أمام حدائق أحداقي تعبرين

كفراشةٍ ترنو هازئة بين الورودِ

برحيق صبابتي تعبثين

تتبسّمين أمام شفاهِ الزّهرِ

و الأقحوان يبتسمُ إليكِ فرحةً

و إليهِ أنتِ بدلالك المعهودِ تتمايلين

ثم بخبثِ حوّاء إليّ تنظرين

و ترسلين إليّ رسالةً تفوح عطرًا

و بلهفة الولهانِ قرأتها

مكتوبة فيها - صباح الياسمين -

ثم تعودي غريبة

و ترحلين

و كأننا لم نلتق

و كأنك لا تتذكّرين

و تمضي الليالي و الأيام 

و تتعاقب الفصول و الأعوام

و تذبل ورود حدائقي

و تنطفي من العشق جميع حرائقي

و بعد سنين

 نسيتكِ .. تلاشى ذيّاك الحنين 

 و زرعت حديقتي من جديدٍ

 زينتها بالنرجس و الآس و النسرين

أقسمت على النّحلِ الوفِيّ ألاّ يغيب

أن يرتوي من عطر حديقتي

أن يلثم شفاه الزهر 

و تغتسل الغرثاء من الماء المعين 

و زرعت جميع زهور الأرض 

زاهيةً ألوانها تسرُّ الناظرين

و شذَى عبيرها غَدَا ربيعًا

فيحَاءُ غنّاءَ كَجَنَّةٍ

على الأرضِ أُعِدَّتْ للعاشقين 

و في قمة غِبطتِي 

شممتُ رائحةً غريبةً

 رائحةَ زهرةٍ ليس لها وجُودٌ بحديقتِي

أيعقلُ أن يعبق أريجُ الياسمين ؟

و من هجرتني قد نسيتها من سنين ؟

و سمعتُ وقْعَ خُطًى ثقيلةً 

فإذا بها أنتِ أتيتِ جريحةً

عيناكِ بلا بريقٍ فاضت مدامعُها

و سقطتِ تحت أهدابِي تتوسّلين

و سفحتِ عبرات النّدمِ الشديدِ

تتمسّحين على أعتابِ حديقتِي

و مرارة الهجْرِ تتجرّعين

بعد ماذا ؟ ... بعد كل هاتيك السنين ؟

قالت ... أعطني آخر فرصةٍ 

و أصفح الصفح الجميلَ 

إني أويت إليك يا حصنِي الحصين 

سامحتها و مددت إليها يدي

صافحتها عاد الوئام و الحنين

تبسّمت و لاح جمالُ لِحاظها

و تلوّنت وجنتيها بلون الورد 

مسح اللقاء عنها كلّ ما كان حزين

قلت لها : أنت فراشتي

فأغتبطت و أنطلقت

و الأقحوان يبتسم إليها فرحةً

و بدلال حوّاء إليّ نظرتْ

و رسالةً تفوح عطرًا أرسلتْ

و بلهفة العاشق الولهان قرأتها

مكتوب فيها : 

إشتقت إليك - صباح الياسمين -

✍️محمد آبو ياسين /تونس

2025 / 01/ 26

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال