تحياتي ... و الياسمين
كيف السبيل إلى الوصول إليك
أيتها الجميلة التي في كل يوم
أمام حدائق أحداقي تعبرين
كفراشةٍ ترنو هازئة بين الورودِ
برحيق صبابتي تعبثين
تتبسّمين أمام شفاهِ الزّهرِ
و الأقحوان يبتسمُ إليكِ فرحةً
و إليهِ أنتِ بدلالك المعهودِ تتمايلين
ثم بخبثِ حوّاء إليّ تنظرين
و ترسلين إليّ رسالةً تفوح عطرًا
و بلهفة الولهانِ قرأتها
مكتوبة فيها - صباح الياسمين -
ثم تعودي غريبة
و ترحلين
و كأننا لم نلتق
و كأنك لا تتذكّرين
و تمضي الليالي و الأيام
و تتعاقب الفصول و الأعوام
و تذبل ورود حدائقي
و تنطفي من العشق جميع حرائقي
و بعد سنين
نسيتكِ .. تلاشى ذيّاك الحنين
و زرعت حديقتي من جديدٍ
زينتها بالنرجس و الآس و النسرين
أقسمت على النّحلِ الوفِيّ ألاّ يغيب
أن يرتوي من عطر حديقتي
أن يلثم شفاه الزهر
و تغتسل الغرثاء من الماء المعين
و زرعت جميع زهور الأرض
زاهيةً ألوانها تسرُّ الناظرين
و شذَى عبيرها غَدَا ربيعًا
فيحَاءُ غنّاءَ كَجَنَّةٍ
على الأرضِ أُعِدَّتْ للعاشقين
و في قمة غِبطتِي
شممتُ رائحةً غريبةً
رائحةَ زهرةٍ ليس لها وجُودٌ بحديقتِي
أيعقلُ أن يعبق أريجُ الياسمين ؟
و من هجرتني قد نسيتها من سنين ؟
و سمعتُ وقْعَ خُطًى ثقيلةً
فإذا بها أنتِ أتيتِ جريحةً
عيناكِ بلا بريقٍ فاضت مدامعُها
و سقطتِ تحت أهدابِي تتوسّلين
و سفحتِ عبرات النّدمِ الشديدِ
تتمسّحين على أعتابِ حديقتِي
و مرارة الهجْرِ تتجرّعين
بعد ماذا ؟ ... بعد كل هاتيك السنين ؟
قالت ... أعطني آخر فرصةٍ
و أصفح الصفح الجميلَ
إني أويت إليك يا حصنِي الحصين
سامحتها و مددت إليها يدي
صافحتها عاد الوئام و الحنين
تبسّمت و لاح جمالُ لِحاظها
و تلوّنت وجنتيها بلون الورد
مسح اللقاء عنها كلّ ما كان حزين
قلت لها : أنت فراشتي
فأغتبطت و أنطلقت
و الأقحوان يبتسم إليها فرحةً
و بدلال حوّاء إليّ نظرتْ
و رسالةً تفوح عطرًا أرسلتْ
و بلهفة العاشق الولهان قرأتها
مكتوب فيها :
إشتقت إليك - صباح الياسمين -
✍️محمد آبو ياسين /تونس
2025 / 01/ 26