تحليل نقدي بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي


 تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان البوادي حمدي من تونس 


في هذه القصيدة المتألقة، ينشد الشاعر محمد عبد اللطيف الحطاب من جمهورية مصر العربية أبياتًا شفيفة من ديوانه جنة العارفين، حيث تتجلى مشاعر التصوف والنقاء الروحي في لغة شفافة تفيض سكينةً وطمأنينة.


منذ البيت الأول، يفتتح الشاعر رؤياه بنور داخلي:


> "رأيت النور في قلبي / يضيء العمر في دربي"،

وكأنه يعلن عن بداية صحوة إيمانية، فالنور ليس خارجيًا، بل ينبثق من القلب، وينسج مسارًا للحياة تتقده الهداية الإلهية. هذا الضوء الروحي هو المحرّك لمسيرة القلب نحو الرضا والسلام، وهو ما يعبّر عنه بقوله:

"فأنسج من ضيا روحي / وأسبح في ذُرى حبّي"،

فيستعير مفردات النسيج والسباحة ليصور عمق تجربته الصوفية في العروج إلى المحبة الإلهية.


ثم ينتقل إلى تصوير أثر هذا الحب الإلهي على نفسه؛ فالقلب "يسير في زهو"، في حالة من الانشراح والانفتاح على الرضا، ويُتبع ذلك بتصوير مؤثر للحظة السجود الروحي، حيث تلتقي الروح بالحضور الإلهي:


> "سجود الروح يغمرني / ويمحو بالرضا ذنبي"،

في هذا البيت تندمج العبادة بالحب، ويتحقق الصفح لا بالخوف بل بالرضا والصفاء، وهو جوهر التوجه العرفاني العميق.


يبلغ الشاعر ذروة الخضوع في الأبيات التالية حين يتحدث عن "ناصيته"، رمز الذل والخضوع، التي تسعى نحو القرب، في توسل خاشع لا يخلو من رجاء:


> "شفيعي هذي ناصيتي / سعت بالذل للقرب"،

ثم ينهي بتضرع نبيل:

"فامنن سيدي عطفًا / وامحُ بفضلك حوبي"،

في تكرار رقيق لفعل الرجاء والعفو، متوسلًا إلى الله أن يقبل هذا الضيف التائب ويمنّ عليه بمغفرته وكرمه.


هذه القصيدة، بأسلوبها السلس، وموسيقاها الرقيقة، تحمل عبق التراث الصوفي وتعيد إحياء المشاعر الإيمانية ببساطة آسرة وصدق خاشع.


كل الثناء والتقدير للشاعر محمد عبد اللطيف الحطاب على هذا النص الروحي الذي يلامس الأرواح، ويغمر القلب بسكينة المؤمن، ويعيد للغة الشعر عبق الطهر، وبهاء المناجاة.

مع تحيات رئيس مجلس الادارة الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال