---
روحي بين شباك المعراج
بديع عاصم الزمان
إذا ما الرَّبُّ أخَذَ الهَمسَ ارتِقاءً
وهوَ السميعُ لِمَن يُناجيهِ خَفْتا
أوحى إلى قلبي: ظنُنتَ بِربِّكَ،
زادُ المنيبِ لِوجهِهِ أن يُحسِنَ الظّنّا
صلّيتُ، لا حَجَرٌ يُجيبُ دعائِي،
لكنْ كَعَبةُ سرِّهِ قد أسكنَ السُّكنا
أطُوفُ بحرفي، والرُّكوعُ بنُطْقِهِ،
وسُجوديَ التَّجريدُ، أن أفنى له فنّى
وإذا النداءُ تجرّدَتْ أنغامُهُ،
ما عادَ يَحتاجُ القُيودَ، ولا الغُنى
فالهمسُ، إن صدَقَ الفؤادُ سبيلَه،
يكفيهِ أنْ يهوي على القِبلةِ سُكنا
من موضِعِ السجّادِ يَرتفعُ الدُّعاء،
لا مِن فَمٍ... بل مِمَّن استَسقاهُ معنَى
تحمِلهُ الأرواحُ نحوَ مقامِها،
لا أبراجَ تبنيه، ولا فُلكًا وَزنا
تجري الرّسائلُ لا تُقاسُ بموجَةٍ،
بل باليقينِ، وبالولاءِ، وبالتهنّى
تُرفَعْ... فتَجتمعُ الدُّعاءُ على مَكَّه،
لا بابَ سَماءٍ... بل لِمَن صلّى وأتْقنا
.