المشي على الدنيا
بديع عاصم الزمان
أنا لا أريدُ مقامَ مَن سامى العُلى
وتعاظَمَتْ في قلبِهِ الأهواءُ
ولا أن أُصغِّرَ في الوجودِ كيانَـني
حتى تميلَ بي الدُّنا الأدواءُ
ولا أن أُقيمَ على الحجارةِ منزلي،
أو أن يكونَ فؤاديَ الإعياءُ
ولا أن أحمِلَ فوقَ ظهريَ كوكبًا،
فتُسحقَ الأضلاعُ والأنحاءُ
أنا لا أريدُ العالَمَ المقلوبَ فوقي،
بل فوقَهُ بخُطايَ لي إعلاءُ
أمشي خفيفًا، لا تُقيّدني الرؤى،
فالضوءُ لي دربٌ، ولي إيماءُ
أنا ابنُ دعوةِ من سَما بالحقِّ، لا
أرضى الحبالَ، ولا المدى إغواءُ
لي في التجردِ حكمةٌ بيضاءُ،
وليَ السكونُ، ونُصْحُهُ إحياءُ