..................البدر الحكيم ....شعر ماهر الخالدي
أنا البَدرُ وَجْهي يَنيرُ الفَضاءَ
إِذا غِبتُ يَوماً يَغيبُ البَهاءُ
أُهادي الحَيارى بِدَربِ الفَلاءِ
أُسـاهِرُ مَـن أَرقَتــهُ الظَباءُ
كَرِيمُ السَجايا وَنوري سَخاءُ
وُجودي وَفَرحَتكُم أَصدِقاءُ
سمير الجَميــعِ بِـلا استِثناءِ
فَــلا يَشتريني كَثيرُ الثَراءِ
إِذا الصُبحُ غادَرَ وَاللَيلُ جاءَ
وَجاءَت نُجومي بِكُلِّ الضِياءِ
أَعيشُ اللَيالي وَكُلّي انتِما
لِبَيتِ القَصيدَةِ وَالشُعَراءِ
أَرى الحُزنَ هَمّاً وَفيهِ ابتِلاءُ
حَرارةُ صَيفٍ وَبَردُ الشِتاءِ
أُسَلي الهُمومَ بِصَمتِ البُكاءِ
وَأُخفي عَذابي بِصَوتِ الغِناءِ
إِذا الفَقرُ يَوماً أَرادَ الثَراءَ
فَــلا بُدَّ مِن صَبرٍ فِي العَناءِ
تَضيعُ العُقولُ مَعَ الأَغبِياءِ
بِكَثـرِ المَديــحِ وَكَثـرِ الثَنـاءِ
مَديحُكَ لِلبُخلِ فِيهِ الغَباءُ
فَـــلا فِيهِ زادٌ وَلا فِيهِ ماءُ
أَقولُ لِقَومي وَكُلّي حَياءُ
عَديمُ الرَجـــولَةِ عَبدُ النِساءِ
وُجودُ الأَحبَّةِ خَيرُ العَزاءِ
لِمَــوتِ الشَهامَــةِ وَالكِبرياءِ
صَداقَةُ كَلبٍ فِيها الوَفاءُ
وَرِفقَــــةُ نَذلٍ فِيهــا الشَقـاءُ
شُمُوخُ السَنابِلِ فِيهِ السَناءُ
وَخَيرُ السَــنابِلِ في الاِنحِناءِ
أَنا عَبدُ رَبّي وَكُلّي انحِناءُ
أَسبَــــحُ رَبّي صباحـا مســاء
فلا تَلبَسُ اليَومَ ثَوبَ الرياءِ
بِصِــدقِ النَوايـا تَعيـشُ الهَناءَ
فَلا تَرتَجي مِن بَخيلٍ عَطاءَ
قَبيــحُ السَـــجايا ذَليـلُ الرِداءِ
تَجرَعُ مِــلءَ الإِناءِ العَناءَ
وَلا تَشــكُو يَوماً وَتَهوى البُكاءَ
فَرَبّي كَريمٌ كَثيرُ العَطاءِ
لطيــفٌ قَــريبٌ يُجيـبُ الدُعاءَ
بِدَعوةِ صِدقٍ لِرَبِّ السَماءِ
بِالاســتِغفارِ دوماً يَزولُ البَلاءُ