مقيدة للشاعرة القديرة عائشة ساكري

 مُقيَّدة، (2)

 

بينَ الحنينِ، وبينَ وجعي،

تنهضُ الأساطيرُ في دمي...

تُكبّلُ الأيّامَ في صدري،

وتُسقطني كأنّي زهرةٌ

في قبضةِ المجهولِ أختنقُ.


كلُّ السكونِ وكأنَ مهدي خانَني،

والصوتُ غابَ منّي،

والحرفُ...أضناهُ الغيابُ.


أيا شمسي التي عبرَ التلالِ تلألأتْ،

لا تختفي، وأمدّي شعاعَكِ في وريدي،

لا تَنامي،

كوني يدي...

كوني دمي...

كوني اشتعالي.


ويا نجومي، أن شئتِ

عودي أو لا تعودي بخيطِ اللّيلِ،

واسكنِّي قليلاً في مداركِ،

عودي،

فإنّي من صقيعِ الصمتِ

أرتجفُ ارتجافَ الطفلِ

في غفواتِ داركِ.


لي كونيَ المذبوحَ من قيدٍ قديمٍ،

لي فلكي المنفيُّ في الأعماقِ...

ينساني.

أنا ظلُّ المرافئِ في الرحيلِ،

وغدًا، سأنطفئُ كنجمٍ

خابَ في نسيانِ أغنيةٍ قديمةٍ.


نورُ الفجرِ يوقظني،

وضوءَ القمرُ يطري على حلمي،

وتخدعني طيوفُ الليلِ

تسكنُني وتَسحبُني

لألفِ بدايةٍ أخرى…

لألفِ نهايةٍ،


وأنا التي

من وهجِ عطري كنتُ أزهرُ،

لا أزولُ،

افتحْ لي القلبَ الثقيل،

واسكنْ

كأنّك نبضُ حلمي المستحيل.


بينَ الحنينِ، وبينَ عينيْ،

جئتني...

لكنَّك الآنَ تُقيدني...

فدعني نسغَ حلمٍ ناحلٍ

ينسابُ

في جذعِ انتظاركَ،

ولا تجعلْ من الحبِّ الجميلِ

سجناً يموتُ به النهار.


عائشة ساكري_من تونس 

8 أوت 2025

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال