"أفتّش عنك"
أفتّش عنك
في غيوم السّماء
حين تناجي النّدى
و تبتلّ أغصان الحنين
وفي مقلتيَّ
إذا ٱرتمت الذّكرى
على ضوء دمع دفين
أمرّ على مدن الغياب
وفي قلبي حلم
يحمل الدّفء
من زمن حنون
أفتّش عنك
بصوت القصائد
إذا أشرقت بين السطور شجون
وحين يناديني ٱشتياقي
يفرّ إليك من العزلة
كأنّه عاشق مسجون
أفتّش عنك
ببرد الشتاء
حين يتسلّل من الشرفات
كصبح خجول
وفي عطر أنفاسي المرتجفة
تسمع صدى كلّ نفَس
يبدّد السّكون
أفتّش عنك
و من نبضي تنبعث
أغاني الغياب وسهو السّنين
أمرّ على وجعي كالغريب
وأحيا بطيفك
السّاكن بين الجفون
أفتّش عنك
وفي سمعي يرتدّ الصّوت
في شكل أنين
كلّ أشيائي
تروي حكاياك
حتّى صمتي يناديك
كالناي الحزين
أفتّش عنك
وفي داخلي وطن
تعب من الإنتظار
يحتاج ٱنتماءك
كما يحتاج القلب الوتين
أفتّش عنك
كأنّك نبضي وصوتي
وصمتي العميق
گأنّك أوّل الشّوق
وأنا آخر العاشقين
أفتّش عنك
وحين يرهقني البحث
أخيط ظلّك
بخيط أوهامي
وأرسم حلم الرّجوع
لعلّك تأتي على غفلة
وتطفئ داخلي أحتراق السّنين
أتخيّل أنّك جئت
لتسكن المساء
فيصبح الهوى بين يديٌَ
ويصبح الحنين إليك يقين
وإذا تهت عنّي
فقلبي طريق يؤدي إليك
ولو بعد حين
بقلمي أحلام العفيف تونس