المبدعة القديرة غزلان البوادي حمدي،محبتي و تقديري بحجم النور
تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس
في قصيدة "أذكريني" للشاعر بوعلام حمدوني، نحن أمام نص وجداني عذب ينبض بالحنين والاشتياق، ويُجسِّد صورة العاشق الذي يتشبّث بالذاكرة كملاذ أخير للحضور في غياب الحبيبة. القصيدة لا تروي فقط شوقًا، بل تخلق عالماً زمنيًا ومكانيًا تعيش فيه الذكرى بكل تفاصيلها الحسية والعاطفية.
يختار الشاعر الربيع رمزًا يتكرر في القصيدة، لا بوصفه فصلًا مناخيًا فقط، بل كحالة من الإزهار الروحي والتجدّد العاطفي. فكلما هبّت نسائمه، يستدعي الحبيب من عمق الذاكرة، فيشعر أن اللقاء ممكن، ولو على ضفاف الحنين. الزمن في القصيدة غير خطّي، إنه يتكثف في لحظة الشوق ويتفجّر في ومضات الذاكرة، فتغدو "قهوة الصباح" و"فنجان اللقاء" محطات رمزية للوصال المتخيل.
اللغة التي يعتمدها الشاعر مشبعة بالمجاز والأنسنة، فـ"الشوق يتغنى"، و"قهوة الصباح تتغنى ببصمة العطر"، و"الشجون تتسلق"، وهذه الصور تمنح النص بعدًا شعريًا رقيقًا يتماهى فيه الحب مع الطبيعة والموسيقى والملامح اليومية. هناك كذلك تناغم داخلي بين الموسيقى الهادئة للنص وتدفق المعنى الذي يميل إلى التأمل والبوح الهادئ لا الصخب أو النداء العنيف.
في المقطع الأخير، تتحوّل المناشدة من صيغة "اذكريني" إلى "اذكرني"، في انعكاس شعري دقيق يشي بتحوّل الشعور من رجاء إلى رغبة متبادلة، وكأن الحنين قد استدار ليطلب من الطرف الآخر أن يشعر بذات الافتقاد. هذه النقلة تُغني النص وتمنحه توازنًا وجدانيًا بين العطاء والتمني.
قصيدة "أذكريني" هي نبض من الحنين الشفيف، كتبت بصدق عاطفي عميق، وتمتاز بجمال الصور الشعرية وهدوء التأمل في الحب حين يتحول إلى ذاكرة خالدة لا يغيب عنها الصوت ولا العطر ولا الحرف.
كل الشكر والتقدير للشاعر بوعلام حمدوني على هذا النص العاطفي المرهف.
مع تحيات رئيس مجلس الإدارة الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس
اذكريني
اذكريني
كلما هبت ..
نسائم الربيع
في أفق الذاكرة ،
كلما نادت الأحلام
أطياف اللقاء ..
يتغنى الشوق
مفتونا بعشق
يغفو بعينيك ،
إذا جف المساء
و انعدم دواء
الاشتياق .
اذكريني ..
كلما أشرق الربيع
وغردت براعم الورد
معلنة ميلاد قصيد ،
كلما لامست حروفي
طيفك على شفاه
فنجان اللقاء
و تغنت قهوة الصباح
ببصمة عطر شفتيك .
يتسلق الشجون
احضان آهاتي
و همس الأنغام
بعذب حديث النظرات ..
تدغدغ صحوة النبضات .
اذكريني ..
كلما غفت
ملامح الغرام
بجموح يغمغم
ذكريات مترامية
على ضفاف عشق
ولد من رحم العشق ،
هديل هيام
لم تعرفه الأيام
و لا الأحلام .
اذكرني ..
كلما داعب ..
النوم جفونك
ومالت الأهذاب
لترتوي من جدائلها
ليال من رذاذ اشواقي .
..
بوعلام حمدوني