(عتاب)
غادتي تسالني
عتابا
عهدتك الشاعر المفتون بي
وأمير العاشقين
أين دري القلائد
عن ضنى الوجد وتحراق الحنين؟
أين آهات الجوى
أين شكوى الوجد
بل أين الانين
وتباريح الصبابة
ولهيب الوله الدامي المبين
شاقني شكوى البعاد
ورجاء الوصل من بعد الصدود
أتُرى نارُ هواك قد خبت
في فؤادك يا جريح الوالهين
أم تراك سلوتني
من بعد ملحمة العشق التي
طوت السنين
فأجبتها
ألعشق في شرعي عبادة
وعقيدة قدسية
هي ميثاق وفاء
في القلب مكين
غير أن الحب في زمن الوحوش
بلاهة
و حماقة غافلين
أترى الصبابة تستطاب
في الحروب
والفواجع ورزايا البائسين
أفما رأيت عربدة الجبابر
وخطايا الظالمين
أعِشْقٌ والخراب على مدائننا يرين
أعِشْقٌ والدمار بكل ربع
والثرى يُسقى دماء
و في الفضا يعلو صراخ
من ثكالى ويتامى هائمين
وزفرات من جريح وانين..
أتُراني أحفل بالعشق
وانا ارى الأشلاء والأنقاض
تترى كل حين؟
هل ترك الأسى ما بين أضلعنا
مكانا للصبابة
وحنين العاشقين
أي عشق وهيام
في زمان البغي هذا
وشقاء العالمين؟
محمد الهادي الحفصاوي-تونس
(بقلمي)