كل ماغاب عن أعيننا.بقلم د.عزام عبدالحميد أبو زيد فرحات

 الله عزّ وجل يعلم ما غَاب عنا .

كل ما غاب عن أعيننا وأبصارنا ولم نُدركه بسائر أعضاء أجسادنا، سواء كان في السماء أو في الأرض ، الله عزّ وجل يعلمه علي التفاصيل وأثبته في اللوح المحفوظ ، وما يُدركه الإنسان ويكشف عنه إنما يقع وِفق ما هو مُدون في اللوح المحفوظ عند الله ، فما يدور في الكون الواسع من أقصاه إلى أقصاه إلى يوم القيامة بعلم الله وتقديره ، ما يُصيب الأفراد والمجتمعات والشعوب يسير وِفق مُراد الله وتقديره ، قال الله عز وجل في سورة النمل : ( وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ).

الله جل وعلا كتب ما سيكون من خلقه قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة ، روي الإمام مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) .

أول شيء خلقه الله هو القلم وسيلة الكتابة ، وأمره أن يكتب تفاصيل كل مخلوقات الله منذ بداية الخلق وحتى يوم القيامة ، روي الإمام أبو داود في سننه من حديث عُبادة بن الصامت رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ. قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شيء حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ).

لا تحزن يا عبد الله علي ما فاتك من حُطام الدنيا الفانية ؛ فالله سبحانه وتعالى مُسبب الأسباب ومُقدر الأقدار من قبل خلق الإنسان ، فما فاتك لم يُقدره الله لك ، فلا تحزن عليه وتجرع الصبر والرضا بالقضاء والقدر ، وما آتاك من فضل الله فاسعد به، وليلهج لسانك بشكر الله، وليري الله أثر نعمته عليك وعلى من دونك من عباد الله ولا تتكبر عليهم ؛ قال الله عز وجل في سورة الحديد: ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ).

اللهم صبراً وشكراً على قضاءك وقدرك .

بقلم . د / عزام عبد الحميد أبو زيد فرحات .

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال