(بم اكافئك؟)
أزين نساء العالمين
بم اكافئك
وأردّ بعض جمائلك
وكيف أُبرِّئُ نحوك ذمتي
اتراني أقوى على رد فضل منك
ببعض فضل؟
أنت التي قوّضت في نفسي الموات
شتاءها
ووأدت فيها عواصفا
أطفأت نيران إعصار بها
انت التي أيقظت في نفسي
ربيعها
ونسجت في بيدائها
روضا ندي النبت والازهار
وجداولي الظمأى بها
قد أفضت مياهها
ومُزْنُك الحبلى
سقت كل روافدي
وجرت سيول اليمن في انهاري
وأطلّ من سُجُف الظلام
وليد فجر
وأينعت بعد ذبولها ازهاري
انا كنت قبلك
قد طويت دفاتري
وأغمدت في شجني حروفي
ومداديَ أهرقتُه
وسلوت خير قصائدي
انت التي أحييت
نبضا للحياة بخافقي
فتيقظت من بعد غفوتها مشاعري
نَجَمَت حروفيَ من أجداثها
وتراقصت جذلا
وسرى رواء الحلم في أشعاري
أنت التي سكبت ترانيم الهوى
في مهجتي
فعزفتُ لحنا للصبابة والها
صدحت نشوى لها أوتاري
وعلى محراب عشقك
علّقتُ وضيءَ قصائدي
ملاحم قدسية
أودعتها في عشقك أسراري
سَكَني أنت مُناي وطِلبتي
وطني وخير عطيّة
جادت عليَّ بها أقداري..
محمد الهادي الحفصاوي-تونس
🇹🇳 (بقلمي)