أيها القادم الجديد.بقلم الشاعر علي حسن

 أيها القادم الجديد .. بقلمي علي حسن


ما بالك لا تعرفني

ولا تدرك أني

بِذاك الذي

أسدلَ من ستائرَ اللّيلِ

على حلمٍ بات اليوم

رسائل ترسلُ

فأنا بِذاكَ الذي

عزف على

إيقاع النهارِ أنشودَته

لِيصنعَ من أكُفِ الرِجال

عهداً إطاره الجديد

وصورةً مرسومها

تنهيدةً أسمىَ

فبِما أُسميك

وبما أرسٌمكَ

من صورِ الأيام

لِأقرئُكَ في مرآتي التي

حطمَ جدرانها الزمان

أم لعلّني بدأت

أعزِفُ لحنَ الأعياد

لِأكتُبكَ في

أجِندَتي

وأحملُكَ في حقيبتي

فوق حدود الجِدار

وأعزِفُكَ على

إيقاع أوجاعنا

من نزفنا الذي

هو آتٍ دون موعِدا 

أو ميعادٍ نُصبِحُ

معه ذِكرى

وتاريخنا الغافي

بين خدودِ الزمان

وعِبارةً عن كلماتٍ

حروفها متناثرَةً

وزمانٌ بات اليومُ

أبكمْ

لا يُسمَعُ


أيها اليومُ

الجديد بِ ما

أنت فيه

بِربٍكَ أخبرَني

كيفَ لك أن تأتي

تحمِلُ على كتفيكَ

ثوباً ناصعَ البياض

مُزركشٌ من الشريان

ألوانه

يُحِبها الصِغار 

من الأولاد

قبل الكِبار

منسوجَةٌ خيوطه

من دجى اللّيالي

من ماضٍ باتَ قِصةً

وقصيدٌ غفا

في حضنِ الأوراق

لِيقرئها اليومُ

ومن مرّ هنا

إليه أن يسمع


أيها اليومُ الجديد

لماذا لا تخبرني

عن ثوبي القادم

عن تاريخ مولدي

وأوراق هويتي التي

إتكئت على

أكتافً اللّيالي 

عن أنفاسنا

الحُبلى ب الأوجاع

أيها القادِمُ

مع أولِ تمتمةِ ربيع

لعلّها تناثرَت في

طياته أوصالنا

لِتصرخ أوجاعنا

في أزقةِ الزمان

مع كل يومٍ وميلاد

لِتنهيدةٍ تعشَقُ الحياة

في صدرِها الجديد

تصرخُ كيف لي

أن أكون للِحياة

مُوَدِعُ


أيها الجديد الذي

لم أعهده في سنين عمري

أيها الجديد 

كيفَ لك أن  

تغادِرَنا فما

بين طياتُكَ

ليسَ إلا معانينا

فلا تتركَ لنا الجديد

ولا ما يُسمى 

بٍ ثوبِ العيد

لِنلبَسه على

أجسادِنا التي

مزقها الزمان

فكيف لنا

أن نكون بِ لا شيء

لا نُدركه حتى أنفاسُنا

وقد نكونُ مع الغدِ

شيئاً أروَعُ


أيها الجديد

أيها القادِمُ

دون ميعاد

أخذتَ معك 

الأصدقاء والأشواق 

وأخذت منا 

الأرض والزرع

وأخذت كل شيء

فيه بقايا حياة

حتى بنو جِلدتنا

لم يلتفتوا إلينا 

قد أصبَحتَ 

على مِقصَلَةِ الأيام

تكتبُ أسماؤنا

بِ الأرقام حتى 

فلا يعرِفُنا اليومُ

لِيغادِرنا

ما كنا نحسبُهم 

من الأحباب

بِربكم كيف لا

كيف للعينِ

أن لا تدمع

وكيف للِشريانِ

أن يَنضَب

أيها القادمُ

على أكتافنا

فما عاد اليوم

ب الجديد

الأفظع 


أيها اليومُ العنيد

بكل شيءٍ

أعرفه

ولا أعرفه 

كيف أكتبكَ

وبِما أُسميكَ

أُسميكَ الجديدُ في الشهداء

أم أُسميكَ

بِ الجديد الذي يعشقُ الصمت

أم أُسميكَ

بِ عالم أضحى

في غفوةِ القبور

فما بين أجداثِ الزمان

هو لا حياة

ولا حياء

أم أُرثيَ نفسي

وكأنني خلقت من عالمٍ

بات بِ أغراب

فكلُ شيء فيه

أفظع  

أيها اليومُ

الجديد فما

فما بين شِفاهكً

من الحديث

وكلِماتٌ لا تُسمَعُ

لا تُسمَعُ


أيها الجديد

من قديم حياتي

كيفَ أنت اليومُ

وكيفَ أنت من الأمسِ 

وكيفَ لي أعزِفُكَ

لِأعرِفٌكَ من جرحي النازِف

أم أعزِفكَ من أنتي

أم من آهتي التي لم تبدأ

حتى تنتهي

فما زالَ الصُراخ صادِحاً

يَكادُ يُعانِقَ ألبابَ السماء

وما زالت هنا أنفاسي

تنتظِرُ فرحتي

علّها تكون

في حاضِرنا

فمَن يُرطِبُ القلوب

لِينثرَ من ضِحكتي المعهودة

على شِفاهِ الأيام

من تنهيدة وليدٍ جديد

يُعيدُ للحياة التجديد

يفتح لنا الأبواب

أيها القادِمُ

أما آن لنا إلى

أن نحتضنُ أوجاعنا 

إليكَ بِصرختي تعانق ضحكتي

فالرأس بات أشيبٌ

وأضحَت أعمارنا تعزِفُ

لحن الخِتام

فكلُ شيءٍ في تجديد

إليكَ

إليكَ لِتسمعُ

سأخرجُ يوماً إلى 

شارعي وحارتي

وألبَسُ ثوبيَ الجديد

ألهو وألعب

وكما كنت

أفتِشُ عن نفسي

عن وجهيَ العنيد

أيها اليومُ القادم

الراحلُ للبعيد

كيفَ يُسدِلُ اللّيلُ

من ستائِرهِ

دون موعدٍ أُدرِكه

أو له أسمَع

        

          .. علي حسن ..

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال