توحّدوا يا عرب
بقلم: الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس
توحّدوا يا عربْ،
كفى شتاتًا في الرياحْ،
كفى جراحًا تتوسّدُ الصمتَ والصراخْ،
كفى حدودًا كالسكاكينِ على جسدِ الوطنْ…
كفى خضوعًا…
فالوحدةُ فجرٌ، والفرقةُ محنْ.
تونس، يا عروسَ الشمسِ، يا وردَ الحقولْ،
فيكِ التاريخُ يعلو كالسهولْ،
يا نخلةً تمسحُ دمعَ الحقولْ،
وفيكِ النساءُ جبالٌ من عزيمةٍ لا تزولْ.
الجزائر، يا ثورةَ الأحرار،
يا من زرعتِ في صدرِ الليلِ نهار،
يا موطنَ المليون شهيد،
وفيكِ الكبرياءُ لا يميلُ ولا يحيد.
ليبيا، يا سيفَ المختار، يا فجرَ العنادْ،
رغمَ العواصفِ، فيكِ الشعبُ لا ينحني للفسادْ،
تنزفين… وتعودين أشدَّ من الزنادْ.
مصر، يا أمَّ الدُنيا، يا فخرَ الزمانْ،
يا أمَّ النيلِ والقرآنْ،
فيكِ الأزهرُ نبضُ الإيمان،
وفيكِ الحرفُ سلطانٌ لا يُهان.
فلسطين، يا آيةَ الألمِ في سفرِ السماءْ،
يا شمسًا لا تغيبُ رغمَ البلاءْ،
وغزة، يا قلعةً فوق الركامْ،
تسطرينَ المجدَ، والدمُ لكِ وسامْ.
الشامُ، يا عطرَ الياسمينِ،
يا مجدَ الأمويينَ والحنينْ،
عائدٌ صوتُ الأذانِ من مآذنكِ الحزينْ.
العراق، يا حضارةَ الرافدين،
يا نخلةَ العلمِ، وصبرَ السنينْ،
فيكِ الحروبُ تُكسر… ويقومُ اليقينْ.
لبنان، يا حبرَ الشعراءِ،
وأنشودةَ الرعدِ فوقَ المساءِ،
أرزكِ لا ينحني… بل يعلو بالعطاءِ.
الأردن، يا دربَ الوفاءْ،
يا حارسَ القلبِ والسماءْ،
لك في الأخوّةِ شموخٌ وحياءْ.
السودان، يا قافيةَ الجنوبِ والنخيل،
يا دربَ المحبةِ المستحيل،
لك المجدُ من نيلٍ نبيل.
المغرب، يا ظلَّ الأندلسِ،
يا خيمةَ العزِّ في النفسِ والنفسْ،
لك التاريخُ ركعةٌ وعُرسْ.
موريتانيا، يا بنتَ الصحراءْ،
فيكِ القصائدُ تولدُ من الصفاءِ والماءْ.
الصومال، يا حوريةَ البحرْ،
يا أملًا في مهبِّ القهرْ،
لكِ ألف سلامٍ من فجرٍ وفجرْ.
جيبوتي وجزر القمر، يا نجمتين في المحيطْ،
فيكما الحياءُ من الجمالِ يفيضُ ويُحيطْ.
السعودية، يا قلبَ الأمةِ، ومهدَ الرسالةْ،
منكِ شعَّ الإسلامُ، وفيكِ العدالةْ.
اليمن، يا سبأ، يا بلقيس،
يا كنزَ المجدِ والأنيس،
منكِ تنبعُ الحكمةُ كالماءِ الرئيس.
الإمارات، يا وعدَ الصحراءْ،
يا قصيدةً في ثوبِ البناءْ،
أثبتّ أن الحلمَ لا يعرفُ انتهاءْ.
قطر، يا نغمةَ الفكرِ والعطاء،
يا زهرةً تُنبتُ ضوءًا وبهاءْ.
البحرين، يا دفءَ المدى،
وفيكِ القصيدةُ تولدُ من ندى
الكويت، يا جسرَ الوفاءِ إلى الغدِ،
وفيكِ الرجولةُ في الموقفِ والسندِ.
عُمان، يا صوتَ الحكمةِ الرصين،
يا واحةً في صحراءِ الحنين.
توحّدوا يا عربْ…
من المحيطِ إلى الخليجْ،
من كهوفِ غزةَ إلى قبابِ الأزهرِ العتيقْ،
من جبالِ الأوراسِ إلى صحراءِ عُمانْ،
نحنُ إذا اتحدنا… قامتْ لنا الأوطانْ.
فاسمعوا قول الله في كتابهِ المبين:
> "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"
صدق الله العظيم.
(سورة آل عمران، الآية 103)
بقلمي الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس