كتابك الذي لايمحى.بقلم الاستاذ عبد الحميد جاموس

 كِتابُكَ الَّذي لا يُمحى ...!

بقلم د. عبد الرحيم جاموس


تمشي على جَسَدِ الزَّمنِ ...

كأنَّكَ نَجْمٌ ...

يَنحَتُ في الظَّلامِ مَسارَه،

وتَغرسُ في الرِّيحِ ...

جُذورًا لا تُقتَلَع،

تُحادثُ صَمتَ الحِجارةِ،

وتُلقِّنُ الغُبارَ دَرسَ البَقاء...

فلا يَبقى ...

إلّا مَا وَهَبتَهُ نفسُكَ مِن نُورٍ،

ولا يَسري في المَدى ...

إلّا صَوتُكَ الَّذي تَجاوزَ ..

 جُدرانَ النِّسيان ...

***

لا تَتَّكئْ ...

 على ذَاكرةٍ عَصْفُوريّةٍ،

تَسقُطُ أوراقُها ...

 معَ أوَّلِ رِيح،

ولا على مَرايا الآخَرين،

فهيَ لا تَحفَظُ ...

إلّا وَهْمَ انْعِكَاسٍ عابِر...

***

اكْتُبْ نَفسَكَ ...

 في صَخرِ وُجودِكَ،

وازرَعْ أثَرَكَ ...

 في نُسغِ الزَّمَن،

دَعْ حِبرَكَ يَسيلُ ...

حيثُ لا يَبلُغُ المَحو،

فالزَّبَدُ عابِر،

وأنتَ ما خَطَّهُ الوِجدانُ ...

في دَفتَرِ الدَّهر ...

***

لا تَنتَظِرْ شَهادةً ...

مِن ذَاكرةٍ عَمياء،

ولا تُعَوِّلْ ...

على أرشيفٍ مِن غُبار...

اصنَعْ لَكَ سِجِلًّا خاصًّا،

كِتابًا مَفتوحًا على الأبد،

تَقرؤهُ الأجيالُ ...

لا العَصافير ...

***

فإذا طَوَتكَ الأيّامُ،

بَقيَتْ كَلِماتُكَ ...

كَأجنِحَةِ النُّجوم،

تُضيءُ ...

لِمَن يَأتي بَعدَكَ الطَّريق،

وتَشهَدُ أنَّكَ مَرَرْتَ...

لا كَظِلٍّ يَتَبَدَّد،

بَل كَصَوتٍ يَعبُرُ الأبَد ...!

***

د. عبد الرحيم جاموس 

الرياض / الإثنين 

29/9/2025 م

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال