غيمة امي بقلم الأستاذ الشاعر جمال بودرع

 /غيْــمَةُ أمِّــي/


أحنُّ إلى بيْتي الطِّيني

إلى خبْزةِ شعيرٍ مِنْ يدِ أمِّي

إلى ابْتسامةٍ تُشْرق من ثَغْرِ أمِّي

إلى عتابٍ ينسكبُ من شفتي أمِّي...

أحنُّ إلى طُفولتي

إلى قناديل الزَّيت تُضيءُ ليلي

إلى دِفْءِ كانُونٍ في شتاءٍ عاصِف

إلى صَخَبِ إخْوتي حوْل المائدة

إلى صوت أذانٍ من مئْذنةِ القرية

أحنُّ إلى بئرٍ كنتُ ألْـهُو عنْده

إلى جرّةِ ماءٍ على كتِفِ أمِّي

إلى حكاياتِ جدّي قبْل المنام

إلى نجومٍ تُداعبُ أعينَ الصّغار

أحنُّ… كأنَّ الحنينَ وطنٌ

وكأنَّ أمي سماءٌ لا تغيب

أحنُّ… وما عاد في العمْرِ غيرُ

ظلالٍ تسيرُ بي نحْوها

أحنُّ… كأنّي غصنٌ بلا جذور

وأمّي التربةُ التي تُمسك روحي

كأنّي قمرٌ يتيمٌ في العتمة

وأمّي شمسي التي لا تأفل

أنا سيلٌ تاه في وادٍ جاف

وأمّي غيمةٌ تُمطر قلبي حياة.


بقلمي✍️جمال بودرع(رَجُلٌ مِنَ الزَّمَنِ الغَابِرِ)

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال