بسمة الغياب.بقلم الاستاذ الشاعر محمد الصغير جلالي

 بسمة الغياب

أ. محمد الصغير الجلالي


فتَّشتُ عنكِ


في قصائدي القديمة


والجديدة،


فلم أجدكِ.


فتحتُ أبوابَ الليل


أسائلُ نجمةً تائهة…


فأجابتني دمعةٌ


على خدِّ القمر.


مددتُ يدي


إلى الحروف،


أستنطقُها…


فارتجفتْ كطيورٍ مذعورة،


وقالت: هنا… مرّتْ،


وتركتْ عطرَها ورحلتْ.


كلّ الطرقِ التي مشيتُها


لم تَعرف خطاكِ…


كلّ الأغاني التي سمعتُها


لم تَحمل نبرتكِ.


أنتِ الغيابُ


الذي يتخفّى في الورد،


والصوتُ الذي يسكنُ في الصمت،


والظلُّ الذي يرافقني


ولا أراه.


أبحث عنكِ…


فأصطادُ الفراغ،


وأعانقُ هواءً


يشبه ملامحكِ…


ثم أفيقُ على وهمٍ


يزداد صدقاً.


يا بسمةً خبّأها الغياب،


أيُّ سرٍّ فيكِ


يجعلُ الحروفَ جُرحاً،


ويجعلُ الشِعرَ مرآةً


لا تريكِ؟


تونس، 28 - 9 - 2025

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال