مناجاة وبوح
أناجي طيفك في همس المساء،
وأبثّ للحرف وجعي كأنّه دواء،
أراقب قلبي كيف يضطرب عند الغياب،
وأسرح في هواك، وفيك يذوب العتاب.
يا من غيّبتك المسافات، وغاب في بعدك الشباب،
ذبُل وجهي من الحنين، وتوشّح الحزن ثيابي،
خاصمتني الأفراح، وصافحتني الدموع،
كيف أعيش وأنت بعيدة، وكيف أنجو من لوعتي الشديدة؟
يا غالية القلب، هل أنتِ سعيدة؟
أم أنّك مثلي تائهة في طرقات الوحشة، وحكايا الصمت العنيدة؟
سأغامر... سأرحل... سأكابر...
سأغادر جدراني لألقاك في كل زاوية،
فصورتك تسكن المرايا، وتُضيء عتمتي الخفية.
يا فاتنة القلب والروح،
نقشتِ على مقلتاي نواحًا لا يزول،
أنتِ النبض، وأنتِ الحلم،
فمن بعدك، لمن أبوح، ولمن أقول؟
دليني على السبيل،
أين أجدكِ يا من أسكنتِني الدليل؟
في بعدك صار قلبي ذليل،
لا يعرف الراحة، ولا البراح،
كأنّه مركب تائه في بحرٍ بلا شطآن ولا مِلاح.
سأخترق الموج لأجلك يا حوريتي،
أخبريني، أين سكنتي؟ هل هجرتِ فؤادي أم لا زلتِ فيه؟
سأخاطر، وأكابر، وأهاجر،
لألقاك يا ملاكي،
ومن أجلكِ — حتى لو كان اللقاء على حافة الموت — فأنا حاضر.
بقلم الشاعرة زكية عبد الله ترك