صوتِ الحقِّ
منْ بصوتِ الحقِّ زلزلتمْ شديدْ
واهتزّتِ الجُدرانُ من صرخاتِ عِيدْ
وتجاوبتْ في الأرضِ أممٌ قد رأتْ
أنَّ الشعوبَ إذا اتحدْنَ... فلا عبيدْ
من أجلِ رايةِ عزّنا وكلمةِ
حقٍّ تُضيءُ بوجهِنا دربَ الشهيدْ
كم من شهيدٍ فوقَ أرضِ العزِّ نامْ
وسقَتْ دماؤُهُ تُرْبَها حتى يجيدْ
كم أمٍّ قد فجعتْ وذاقتْ لوعةً
لكنها صبَرتْ، وقالت: لن نحيدْ
باعوا القضيّةَ والخيانةُ منهمُ
بالثمنِ الأرخصْ... لأجلِ المُستفيدْ
ركنوا لكرسيِّ الذليلِ، ولم يَروا
أنَّ الزمانَ يدورُ، والعهدُ الجديدْ
ماتتْ عروبتُهم، وماتَ ضميرُهم
وظلّتِ الأرواحُ تصرخُ: لن نُبيدْ
فالظلمُ إن طالَ المدى لن يستمرْ
يوماً سيزهرُ من دمانا ما نُريدْ
هذي الجثامينُ التي في صدرِنا
تحيا.. وتختارُ الحياةَ بلا قُيودْ
قالوا: اتفقْنا، لا قتالَ غدًا هنا
كذبوا... وكم في اللفظِ زيفٌ لا يُحيدْ
هلّلْتُمُ للنصرِ؟ كلا! لم يَجئْ
من زينةٍ، بل من شهيدٍ لا يُعيدْ
سالتْ دماءُ الناسِ، مدّتْ كفَّها
لكنهمْ خانوا، وليس لهمْ رصيدْ
غدروا، وكم مرّتْ خياناتُ الندى
من عهدِ طهَ والمواثيقُ شهيدْ
فبأيِّ عهدٍ نأتمنْ مَن خاننا؟
وهو القديمُ الغادرُ المُتجددْ
يا ليتَ تُبعثُ في الشعوبِ عزيمةٌ
تهوى الكرامةَ، لا خضوعَ إلى الحديدْ
تهتفُ لِلحقِّ السليبِ، وتقتفي
درْبَ الشهادةِ، لا تعيشُ بلا سَنِيدْ
زغردي يا أمَّ مَن نالَ العُلا
النصرُ آتٍ، والخلاصُ على الوَعِيدْ
جفّفي دمعَكِ، فالفرحُ اقتربَ
وبشائرُ النصرِ المنيرِ على الصّعيدْ
ها هو الشهيدُ يُلوّحُ بحُلمِهِ
ويقولُ: صبراً، فالصمودُ هو الرصيدْ
في جنةِ الفردوسِ بيتٌ شامخٌ
لكلِّ أسدٍ للصُّمودِ... هو الصَّميدْ
بقلم نادية التومي
(الحلم العربي نتمنى ان يكون حقيقة وليس خداع ورمي الرماد على العيون)