لم نعد امة واحدة بقلم الأستاذ الشاعر فتحي الصيادي

 ✅ لم نعد أمة واحدة

بقلم: فتحي الصيّادي


دخلت بيننا الحشودُ


مزَّقَتنا بلا حدودْ


وألغتْ لنا الوجودْ


حشودٌ متستّرةٌ خفيّةٌ


شفّافةٌ بأفكارٍ سوداويّةٍ


لا نفهمُ مآلَها


ولا أعماقَ ماضيها


شتّتَتنا…


وزرعتْ بيننا البغضاءْ


حتّى ترانا مجتمعينْ


لكنْ لسنا أنقياءْ


مزقونا…


وسبّبوا لنا الشقاءْ


قلوبُنا ما عادتْ


تحنُّ لبعضِنا


في حقيقةِ الخفاءْ


أعرافُنا أصبحتْ ماضٍ


والمروءةُ فينا خواءْ


… … …


أمّتِي…


لِمَ لا تدركينَ نفسَ الأعاصيرْ؟


وبأيِّ اتجاهٍ تسيرْ؟


لِتُثبّتِي الشراعْ


وتَدعي السفينةَ


تجري في خط الامان


قلوبُنا تنزفُ


من جروحٍ بيننا


ماتَ فيها الضميرْ


لِمَ لا تصرخوا صرخةً واحدةً


وتقولوا:


إنّ هذا الذي يجري بينكم خطيرْ


شرُّهُ على الأجيالِ


زرع يشتت المصير


لِمَ لا تمتدُّ يدٌ تصلِحُ فوراً


قبلَ وقوعِ النذيرْ؟


… … …


نساءُ وأطفالُ السودان


بلا سببٍ يُقتَلونْ


لا ذمّة…


لا ضمير… يهتفونْ


مشردونَ جائعونْ


يشترونَ الموتَ لو كانْ


يُدفنونْ…


يغادرون المكانْ


دموعٌ أبكت قلوبَ الصخرْ


ونفوسٌ تتوسّمُ


في القاتلِ الرجاءْ


لكنّهُ مُصِرٌّ


لا يعرفُ الوفاءْ


يقولون: أيادٍ خفيّةٌ


عمّقتِ الجفاءْ


فمدّوا أياديكم


للصلحِ والسلامْ


باسمِ الرجاءْ


---

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال