في وقت الرخاء. الأستاذ الراقي محمد ابو ياسين.


 في وقت الرخاء

الجميع لنا أصدقاء

و لكن عند الشِدَّه

كأننا غرباء

إن كانت هناك مصلحهْ

يكثر المدح و الثناءْ

أوقاتهم متاحه لِلِّقاءْ

و تُفْتَحُ أبوابهم

 صباحًا و مساءْ

و عند الإنتهاءْ

 كلما إلتجأتَ إليهمْ

ترى تعجُّبًا منهم و إزدراءْ

يرفعون رؤوسهم إلى السماءْ

يرمقك أحدهم بإستخفافٍ و غباءْ

يقسم لك بالأيمانِ و القرآن

و يشرحُ إليكَ قِصَصًا للأنبياءْ

بأنَّهُ ليس لديه وقتٌ 

و أنَّهُ مستعجِلٌ 

لا يستطيع تفرغًا يومًا إلى اللِّقاءْ

يعتذرُ في مكرٍ

و غير مستعدٍّ للوفاءْ

يتهرَّبُ في لؤمٍ

كثعلبِ الصحراءْ

و ما أكثر اللئام وقت الحاجة

ترى أحدهم يقوقُ كالدجاجةْ

يبدي أقنعةٍ كثيره

يرتعد في حيرهْ

و بعد ما يقضي شؤونه

يطير في الهواء كالعصفورهْ

و إن ذكَّرتَهُ بضعفهِ و أيامهِ المشؤومه

ينفش ريشه كالديكّْ

و يلقاك بسُخطٍ ثم يزدريك ْ

و يدير ظهرهُ إليكْ

 و يغلق في وجهِكَ بابَهُ السَّمِيكْ

خذ مني العبرهْ

لا ترتجي من وضيعٍ نُصْرَهْ

لا تجعل منهُ صديقْ

لا يخدعك قناعهُ و إنكسارهْ

لا تترك له الفرصهْ

 يبيعك ثم يشتريكْ


✍️بقلمي 

محمد آبو ياسين /تونس

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال