في وقت الرخاء
الجميع لنا أصدقاء
و لكن عند الشِدَّه
كأننا غرباء
إن كانت هناك مصلحهْ
يكثر المدح و الثناءْ
أوقاتهم متاحه لِلِّقاءْ
و تُفْتَحُ أبوابهم
صباحًا و مساءْ
و عند الإنتهاءْ
كلما إلتجأتَ إليهمْ
ترى تعجُّبًا منهم و إزدراءْ
يرفعون رؤوسهم إلى السماءْ
يرمقك أحدهم بإستخفافٍ و غباءْ
يقسم لك بالأيمانِ و القرآن
و يشرحُ إليكَ قِصَصًا للأنبياءْ
بأنَّهُ ليس لديه وقتٌ
و أنَّهُ مستعجِلٌ
لا يستطيع تفرغًا يومًا إلى اللِّقاءْ
يعتذرُ في مكرٍ
و غير مستعدٍّ للوفاءْ
يتهرَّبُ في لؤمٍ
كثعلبِ الصحراءْ
و ما أكثر اللئام وقت الحاجة
ترى أحدهم يقوقُ كالدجاجةْ
يبدي أقنعةٍ كثيره
يرتعد في حيرهْ
و بعد ما يقضي شؤونه
يطير في الهواء كالعصفورهْ
و إن ذكَّرتَهُ بضعفهِ و أيامهِ المشؤومه
ينفش ريشه كالديكّْ
و يلقاك بسُخطٍ ثم يزدريك ْ
و يدير ظهرهُ إليكْ
و يغلق في وجهِكَ بابَهُ السَّمِيكْ
خذ مني العبرهْ
لا ترتجي من وضيعٍ نُصْرَهْ
لا تجعل منهُ صديقْ
لا يخدعك قناعهُ و إنكسارهْ
لا تترك له الفرصهْ
يبيعك ثم يشتريكْ
✍️بقلمي
محمد آبو ياسين /تونس
