**سيرة امرأة**
هذه المرة أكتب بفيضٍ من الأحاسيس، أرسم كلماتي لمن يقرأها ويدرك معانيها، وليس لمن يشكك في قدراتي. أكتب كل ما يلهمني، وبالأحرى قلمي هو الذي ينساب حبره اللاإرادي على ورق هشٍّ قديم كأوراق خريفٍ هبت عليه رياح الشمال والجنوب، وينثر عبيره في هذا الفضاء الواسع بلا قيود.
أكتب كلماتي بنزيف قلمي المبتور، الذي أحيانًا يخونني ويرفض مرافقتي في هذا الدرب. حينها أبقى مقيدة، أنتظر كرمه كي أواصل الطريق. أكتب قصائدي من كلمة، من عنوان يعترضني، وأطلق العنان لمشاعري وتصوراتي في رحاب الخيال الشاسع.
أكتب يا سادة لأنني أستمتع وأنتشي بالنشر، وتروق لي كل بصمة يتركها المعجبون. الكتابة هي في الأصل هواية وموروث من أبٍ رحمه الله كان يقول الشعر العروبي، وأم تحفظه كاملاً. وها أنا على دربهم أسير، وأنسج حروفي بتأنٍّ مع الإلهام الذي رفعني إلى سماء الإبداع وجعلني أمارس طقوسي بكل إتقان وبراعة.
وهذا الأمر ليس بالسهل؛ أن أكون كما أنا، وأثبت ذاتي في قدراتي الفكرية دون أن أخفي حقيقتي. هي تفاصيل صغيرة كافية أن تمنح قلبي الدفء، وعندها أكون دائمًا الملفت الذي لا يلتفت.
أنا فكرة كوّنت نفسها بالمطالعة وقراءة الصحف والمجلات وفك رموزها. تلك كانت بدايتي وثورتي الثقافية منذ سنوات مضت.
عائشة ساكري - تونس 🇹🇳