بيني وبينك خطوة بقلم محمد ابو ياسين

 بيني و بينك خطوةٌ

و سبعون عامًا يا بُني

مضت سريعًا في لمحةٍ

 مرّ الشبابُ كلحظةٍ 

يا قرّة عينِي زهرة فؤادي

ليت الزمان يرجع بي 

كم كنت مثلك أمرحُ في بهجةٍ 

أعانق للأفق الفسيح و الأنجمِ

أسابق الريح أركبُ أسراب الحمام

أنطلق ربيعًا من عبير الزهر أرتوي

و ألعب مع فراشات الصبا 

و ألثم كالنحل شفاه الزهر المنتشِي

اليوم كبرتَ يا فلذة كبدِي

أرى أنك مرآتي إذا نظرتُ إليك أراك فِيّ

و الزرع يتبعك سنابلٌ 

مدّ يديك و أنثر براحتك قمحه اللؤلئي

تجني حِصاده عامرا ما ترتجِي

أضعاف أضعاف الأجر أرباحًا 

مني إليك صالحاتُ دعواتي و صدق تبتُّلِي

بيني و بيك سنوات عمرٍ هيّا إغتنمها

في طاعة الرّحمان و أتبع نصيحتي 

كن حازمًا في العزمِ عزيزًا ... لا تنطفي 

نور الشباب بين يديك خذه بقوّةٍ

مازال عودك ليّنًا يطاوعك 

حقّق أمانيك و طموحك أيها الأسد الفتِيّ

و أرقى مرتبة الرجال الأشاوس 

لا ترضَ بالدُّونِ لا تبرحِ القمم

 إنّ الدُّونَ للعاجزِ المهزُوم المنتهِي 

كن بطلا شريفًا عفيفا طيّبا

تقيا نقيًّا ورِعًا صَادِقًا صدوقًا يا بني

إنّي أرى فيك مرآتي 

و كلّما نظرتُ إليك أراك فِيّ

✍️محمد آبو ياسين / تونس

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال