في مرحلة ما من العمر ستدرك أن أشد الأوجاع هي تلك التي لا يكشفها الطبيب ... ولا يستطيع أن يتحدث عنها المريض ... لأن أشد الجروح ألما ليست التي تبدوا آثارها على ملامحنا ... بل التي تترك أثرا في أعماقنا ولا يراها أحدا سوانا ... فالحياة علمتنا أن الدرس الأصعب هو الذي يصعب نسيانه ... ومن المدرسة تعلمنا أن الدرس الصعب هو الذي يصعب حفظه ... فلا شيء يجعلنا ناضيجين كالتجربة ... ولا شيء يجعلنا أكثر صمتا كخيبة الأمل ... فمع الوقت ستدرك أن الزمن سيغير فيك أشياء كثيرة ... كمفاهيمك ... وقناعاتك ... وإهتماماتك ... ولكن عليك الحذر حتى لا تتغير فيك أمور لا تقبل التغيير ... مثل معدنك الطيب ... ومبادئك ... وأخلاقك ... فكل مياه البحار لا تغرق قاربا صغيرا ما لم تتسرب بداخله المياه ...كذلك ما يواجهك من مشكلات وتحديات لن تغرقك ما لم تسمح لها بالتسرب إلى أعماقك ... فى الأخير نحن لم نأخذ من الحياة عهدا على أن تصفوا لنا ... إذ لم يكن بيننا وبينها موثقا على دوام الرخاء ... فالأزمات تتراءى لنا بين إقبال وإدبار ... ولكن يبقى الأمل بالله شمسا لا تغيب أبدا مهما عصفت بنا الأزمات ... ونبعا صافيا لا ينضب مادام هناك رب كريم ......
من رواية (((إنه إختياري)))
ربيعة وصيفي