كلبشات بقلم احمد ابو حميدة

 بقلمي

احمد أبو حميدة

المانيا/غوسلار

*

كلبشات

*

حارس مخيمنا أبو زياد مربوع القامة عيون الناس تنام وعينه لاتغمض له جفن ،بجنبه مسدس وبيده صفارة ،يمضي معظم الليل تصفير إن شاهد شيء أم لم يجد ،حتى أصبح التصفير وسيلة مسليه له في بهيم الليل حتى مطلع الفجر

*

جار المحرس ودود وكريم ،أبو جاسم،يقدم اليه الشاي والقهوة وربما العشاء ،يتناوله بشهيه ويثني على أم جاسم على طبخها والتوابل التي تجعله ذو نكهة جذابه ،

وتدوم هذه العلاقة والجيرة على أحسن مايرام مع أحاديث شيقة عن الضبع وكيف يسيطر على الإنسان إلا أن البعض يحالفه الحظ ويفلت من بين يدي هذا المفترس باعحوبة أو بالصدفة 

*

وضمن سؤال ماكر من أبو جاسم لهذا الشرطي الذي بدأ نوبته مبكرا ،عن فروج أبو سبيع أو الملك أو كريش أيهما أطيب ،هنا وبنفس عميق خارج من الهم والغم وطلبات الأسرة التي لاتنتهي ،الصحيح ياجار لاناكل الفروج إلا أول الشهر إذا بقي شي من الراتب أما أذا لم يبق منة إلا القليل نستعيض عنه بشراء الفروج الني ونطبخه وهو اقل كلفه وربما نزيد عليه شيء من الخضروات ليصبح وجبه كاملة ونقطع الفرج لكل فرد حصته.

*

إنما الفروج المشوي أطيب ياأبو زياد وأنت سيد العارفين ،لآخر الشهر إن شاء الله نفكر بذلك اجاب، لدي فكرة بسيطة وغير مكلفة لتناول فروج هذه الليلة مجانا ولكن بالعقل والحكمة

نظر إليه الحارس نظرة تمعن وقال: أمين وخاين مابصير إحنا مكلفين بحماية الناس وأرزقهم، كيف لي أن أرتشي أو أخذه عنوة من صاحب المطعم

والراشي والمرتشي في النار .

*

لم اقصد مافكرت به ،أنظر إلى يدي فيها طلقة مسدس فارغة وجدتها في الطريق ،وأخذتني الأفكار الجهنمية طيلة اليوم ،رغبة مني أن نتناول وجبة عشاء طيبة حتى اقتنعت أنها أفضل وسيلة وأسهلها،طيب هات ماعندك فيجب علي ان اعمل جولة في المخيم الآن ووضع صفارته في فمه .

*

خذ نفس واستوعب ما اقوله من أجل نجاح الخطة ،سأذهب الآن إلى منزل أبو شاكر كعادتي وأتناول كاس من الشاي ثم اضع هذا الظرف الفارغ في جيب جاكيت أبو شاكر المعلق بمسمار على الحائط .وبعد برهة من الزمن أخرج من البيت وأنت تنتظرني اول الزقاق، ثم تأتي بدورك لتتفقد أحوال الرعية واملاكهم واحوالهم وجيب ابو شاكر 

*

طرق الباب المصنوع من التنك والمائل بفعل الرياح والعواصف والزمن،مين ع الباب ،أبو زياد الحارس ، تلبك الجميع داخل المنزل ولملوا الطراحات والمخدات والغسيل المنشور على سلك مرن ،تفضل ،شرفت أبو زياد ،ووقفوا لاستقبال ابن الحكومة أبو شاكر وأم شاكر ،وهي تهمس في إذن زوجها لو غسلت يديك قبل أن تسلم على الحارس ،هذا السواد (الشحار) صعب ازالته بالصابون 

*

سلم عليهم ودخل غرفة الضيوف ،أنتظر أبو زياد أم شاكر أحضري المسند ليضعه وراء ظهره ويرتاح ، زارتنا البركة من زمان شرفنا كنا حضرنا لك شوية بزر وفستق وقضامه ، بس خيرها بغيرها ،الله يكتر خيركم أنتم اهلنا واجبنا أن نطمئن عليكم إذا في حرامي او ازعر بيعمل مشاكل احنا من نؤدبه حتى يبقى المخيم في أمن وأمان من اللصوص والمجرمين .

على ذكر المجرمين حاولت ألا أصدق ماقيل لي ،ولو أن تقيمي لك لاتشوبه شائبة ،أسعد أبو شاكر بهذا الإطراء وحمد الله على هذه الشهادة وتمتم بصوت يشوبه الفرح والاعتداد بشخصه ،إسأل كافة الجيران والحارة حتى ريف حمص فإني لاأهتم الا بعملي من الصباح الباكر اتناول كاس من الشاي واكم عنكسورية (سيجاره) واضع عدة تصليح بوابير الكاز خلف دراجتي واتوكل على الله وهكذا حتى المساء أعود متعبا إلى البيت ،أختك أم شاكر ألله يعطيها العافيه ست النسوان تجهز لي الماء الساخن لازالة هذا الشحبار والسواد أنشف ثم البس البيجامة وأتناول الغذاء والعشاء معا ،بعدها أرتاح وأنا سعيد جدا بعملي وماأحصل عليه من النقود والبيض واللبن من تلك القرى ،فبعضهم لايملك مالا، وكما ترى حالنا مستورة .

*

كلامك على راسي وفوق عيني ،وانت معروف مافي داعي تعرفني على حالك بحكم عملي اعرف الصغير والكبير بالمخيم حتى الذي يولد حديثا لازم اعرف اسمه واضيفه لمعلوماتي إنما بلا طول سيرة كمان بتجمع المنيوم ونحاس ومعادن مع شغلك ،صحيح ففي أعراس الفلاحين والبدو يطلقوا رصاص كتير وانا بجمع هاي الطلقات الفارغة وابيعها ،يعني لم تشاركهم افراحهم وتطلق من مسدسك ،لا أبدا والله لاأملك اي مسدس ولا عصاي إذن يجب أن اتأكد من الطلقات الفارغة اذا كانت معك ،لا أبدا جميعها بعتها ،تأكد مرة ثانية ، فعلا بدأ بالبحث 

فوجد ظرف فارغ واحد وهي التي وضعها أبو جاسم خلسة في جاكيت صديقه أبو شاكر، هات..هات..قلت لا والان وجدت ،أعطاه الظرف الفارغ للحارس ، ووضعها على محرمة حتى يتم فحصها

الآن جد الجد ،مد يدك حتى اخذ بصمات أصابعك العشرة ،تردد أبو شاكر وهو في ذهول ، بدأ الحارس أبو زياد يقلب كفي أبو شاكر ،وسأله ماذا رأيت؟كمان لازم ناخذ بصمات الرجلين ،أرفع رجليك يارجل عيب بحياتي مارفعت رجلي ،هذا من أصول التحقيق الجنائي، وهنا أسرعت أم شاكر لأبو جاسم حافية دقت الباب ،خير ،خير أخوك رافع رجليه والشرطي راح ياخذ بصمات قدميه ،معقول، والله الانكليز واليهود ماسوها قال ارفع أجريك.

*

دخل أبو جاسم بلا استئذان ووجد صديقه ممد على ظهرة والحارس يفحص رجليه، أبو زياد انت جاري وصاحبي ماهي الأعمال مع اعز صديق لي من أيام فلسطين ،أخاف أن يكون صاحبك مجرم وانا اطبق العدالة ، والشرطة في خدمة الشعب، ياسيدي عندي أبو شاكر إذا كان صحيح ماتقول رقبتي سداده ماشيف اديه وجه وجسمه مشحبر من تصليح بوابير الكاز،والحارس يقلب الكلبشات بين يديه ولها صوت وازيز ،والمتهم ينظر حركات الحارس ، وقديسوقه الآن إلى السجن ،وهناك حلها ياحلال في غرف التحقيق بالجنائية من اول فلقه بعترف بكل شي

*

دموع ام شاكر بدأت تتساقط على هذه المصيبة والتهمة خوفا على زوجها بتهمة القتل او حيازة أسلحة ، منظر الكلبشات مرعب ، حلها ياابو جاسم والله حالنا انت شايفه باب الدار مايل وما معنا نصلحه ومصاريف الأولاد والبنات أنت بتعرف حالنا اكتر من غيرك وكلنا بغرفة واحدة بلا تهوية وشمس وضؤ

صمت برهة واخذها على جنب وقال لها بصوت خافت راح ندبر الحارس بفروج من شارع الباص مع توابعه قنينة كازوز سينالكو او كراش حسب الموجود مارأيك ،نحلها على هالاساس،حلها منشان الله ،بس خلي أبو شاكر يجلس ويسند ظهره للحيط صار له أكثر من نصف ساعة رافع رجليه 

*

أقترب من الحارس وطلب منه أولا أن يجلس صديقه ويرتاح قليلا لئلا يصيبه مكروه من هذا الخوف ،وأشار له ان الأمور سارت كما يجب ،أعاد الكلبشات إلى خصره ،موجها كلامه إلى زوجة المتهم أم شاكر ،هذه المرة عفونا عنه لأن دموعك غالية على رجل الشرطة الذي اكثر مايهمه سعادة المواطن و راحة الضمير 

بس ماتتأخري انا بنتظر بغرفة الحراسه والأفضل أذهب معاها ياأبو جاسم وعد وحيدا حتى لايقولوا الناس أن امرأة دخلت غرفة الحارس أبو زياد ليلا وبيدها كازوز وفروج ،سمعة الواحد بالدنيا كلها ولو ان رائحة الفروج المشوي لاتقاوم

*

احمد أبو حميدة

المانيا/غوسلار

05/10/2024

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال