القاع بقلم الشاعر التونسي أ. محمد الصغير الجلالي

 *** القاع ***

 

رأيت المدينة تزينها أشجار بلا هويه

 تزينها أسراب المتسولين و النشالين 

و الباحثين 

عن عمل شريف 

و عن القوارير الفارغه

 أو عن وجبة طعام

 و المتعبون من أصحاب الشهائد 

و عابرو القارات من سود الصحاري

 تزينها القطط الباحثات عن طعام 

في سوق الغلاء و المجاعه.

 تزينها بائعات الهوى

 و اللحم الرخيص 

و الوسطاء بين البغايا 

و حقير الحرفاء بلا هويه 

أو الباحثين عن فرص

 و الباحثات

 عن صديق

 أو رفيق

أو كريم

 يحسن الإنفاق

 إن عضهن الجوع

أو ضاق الخناق

 و الباحثون عن طعام في صناديق القمامه

 و أبوال السكارى المقرفين 

و بقايا المخبرين من سقط المتاع .


رأيت فيها باعة البيض و المشاوي الفاسده

 و الشاي و مسروق الهواتف و العطور الفاخره !


رأيت فيها القانعين بأوهام تصنعها النقابه

 للباحثين عن تحسين في الرواتب 

و الرفاه

 و البغايا الباحثات 

دوما عن حريف 

و إن كان بئيس ! 


رأيت فيها متصيدي الحمقى و المغفلين 

من ريف مستثنى من الكرامه 

و الذاهبين إلى المدارس 

حيث أعشاش الجهاله

و الحالمين دوما بالرغيف 

و الزوجة الجميله 

و السائلين بإلحاح متى صرف الرواتب ؟ 

و البغايا اللابسات في الشتاء و الخريف 

الثوب الشفيف 

و الجاهلين يرفعون الصوت بالنضال و الخطابه 

و بائعي الوهم من عمال السياسه 

و الباحثين عن وساطه

في مستشفى  

أو إداره 

أو معمل خياطه 

و الباحثات 

عن مبيت

 أو صداقه 

أو عشاء 

أو حتى بطاقة هواتف 

و الباحثين عن دفاتر للعلاج 

أو عمن يقبل الرشوة لقضاء شأن 

في الإداره.


أ. محمد الصغير الجلالي / تونس

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال