حرف الواو بقلم سلوى مناعي

 حرف الواو. !¡!

؛؛;؛؛؛:::::::::::::::::


في حرفِ الواوِ سرٌ لا يُروى،

يهدي القلوبَ بين الضلوعِ ويشدو.

هو الوصلُ بينَ الآمالِ والأحزانِ،

كأنَّ الحياةَ من دونِهِ لا تُحيا ولا تُبنى.

واوٌ تجمعُ بينَ الأرواحِ في لحظةٍ،

تنصتُ إليها الأزمانُ في سكوتٍ وتَرَحُّمِ.

تأخذنا معها عبرَ الزمانِ والمكانِ،

من روحٍ لروحٍ، من لقاءٍ إلى فراقٍ،

ترسمُ الأملَ على وجوهِ المدى،

وتسكبُ الحنينَ بينَ ضلوعِ الزمان.

واوٌ هي الحكايةُ التي لا تنتهي،

تسردُ في عيونِ العاشقينِ أسرارَ الحياة.

تأخذنا إلى ما وراءَ السماء،

إلى فضاءٍ بعيدٍ حيث لا حدود،

فتفتحُ لنا أبوابَ الحبِّ من جديد،

وتغني الليلَ بأغنياتِ السحرِ.

فيها تجتمعُ الهمساتُ، والأحلامُ،

وفيها أيضاً تنبتُ الزهورُ من بينِ الرمالِ.

واوٌ بيننا، كلما صمتنا، تكلمت،

تروي لنا عن الأيامِ التي لم نعدْ نذكرها،

وتعيدُ إلينا الوجوهَ التي مرت،

من دونِ أن نلمحَها، ولكنها كانت هنا.

واوٌ بين قلبينِ تتشابكُ خيوطُهما،

وتلتقي العينانِ عند نقطةٍ لا تُدركُ.

هي الحبلُ الذي يربطُنا،

والأملُ الذي نحيا به رغمَ الألم.

وهي في النهاية،

الذي يعيدُنا كلما تاهَ قلبُنا،

أو ضاعتْ منا الكلماتُ،

فيه تجدُ كل شيءٍ له معنى.

واوٌ هي البدايةُ والنهايةُ،

هي اللمسةُ التي تَعيدُ إليكَ الإحساسَ بعدَ الفقدِ،

هي الصوتُ الذي يسمعُكِ عندَ الصمتِ،

وهي اليدُ التي تمتدُّ لكَ حينَ تتوهُ في الدروبِ.

هي التي تنقلكَ من الحزنِ إلى الفرحِ،

وتجعلُ من الليلِ نهاراً مليئاً بالأمل.

في حرفِ الواوِ تلتقي الأرواحُ في سكونٍ،

يهدئُ الوجدانَ ويغني السماءَ بأعذبِ الألحانِ،

هو الوصلُ الذي لا ينقطعُ،

يُشعلُ فينا الحبَّ ويغني الصدورَ،

ويبقى دائماً في القلبِ ساطعاً،

رغمَ المسافاتِ، ورغمَ الزمان.

هكذا هو حرفُ الواوِ،

جسرُ العاطفةِ، لحنُ الحياةِ،

يَجمعُ بيننا، ويبقى رمزاً لِما لا يُقالُ،

حرفٌ يُفتحُ به البابُ لكلِّ ما هو جميلٌ،

ويُغلقُ به الطريقُ أمامَ كلِّ ما هو مؤلمٌ.

لن ينتهي حرفُ الواوِ أبداً،

لأنه الحبُّ، لأنه الحياة،

لأنه بينَ كلِّ قلبٍ وآخر،

دائماً، وأبداً، وفي كلِّ الزمان.


سلوى مناعي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال