---
{كذبة نيسان}
لَا نَارَ دُونَ دُخَانِ
الْيَوْمَ أَنَا إِنْسَانٌ
رُوحُهُ تَفِيضُ بِالْهَيَامِ
الْيَوْمَ فَاضَ كَلَامُ
عِشْقُهَا بَعْدَ كِتْمَانِ
وَقَالَتْ لِي:
إِنَّ يَوْمَ الِاعْتِرَافِ
يَا كَامِلَ الْأَوْصَافِ
قَدْ حَانَ!
سَوْفَ أَبُوحُ لَكَ
فِي هَذَا الْيَوْمِ
بَعْدَ صَوْمٍ
وَبَعْدَ نَارِ الْوَلْهَانِ
قَدْ آنَ الْأَوَانُ!
... 2
أَنْتَ يَا زَائِرُ
أَنْفَاسُ لَيْلِيَ الْمُتْرَامِي
وَيا مَالِكَ كَوْنِي!
مَنْ كُنْتَ تَخْطِفُ
مِنْ عَيْنِيَ النَّوْمَ
لِسَاعَةِ الشَّفَقِ؟
وَمَنْ كُنْتُ أَكْتُبُ لَهُ
فِي لَيْلِي حُرُوفَ الْعِشْقِ؟
مِنْ "أَلِفِ" الرُّوحِ
إِلَى "يَاءِ" الرَّمَقِ!
رَسَمْتُكَ بِمَرَاكِبِ شِعْرِي
بَحْرِي!
وَفِي رَبِيعِ الْقَصْدَانِ
زَهْرِي!
وَفِي صَحْرَاءِ رُوحِي
مَطَرِي!
وَطَرَّزْتُكَ عَلَى سَتَآئِرِ لَيْلِي
نَجْمِي وَقَمَرِي!
وَتَلَحَّفْتُكَ صَقِيعَ أَنْفَاسِي
عَبَاءَةَ نِيسَانَ!
وَكُنْتَ لِلْخَاطِرَةِ
سَحَابَةَ إِلْهَامِي الْمَاطِرَةَ!
تَلَامِسُ كَفَّيَّ
تُنْعِشُ زَخَّاتُهَا أَوْرَاقَ حُرُوفِي
وَتَأْخُذُنِي نَشْوَتُهَا
لِحَدِّ الْهَذَيَانِ!
... 3
قُلْتُ:
تَوَقَّفِي عَنِ الْكَلَامِ
يَا قَلْبِي!
وَاقْتَرِبِي!
كَيْ تَفِيضَ وَتَنْصَهَرَ أَنْفَاسُنَا
وَتَبْدَأُ كَالسَّيْلِ سَاعَةَ الذَّوَبَانِ!
... 4
قَالَتْ:
وَيْلٌ!
وَيْلٌ!
وَيْلِي!
نَسِيتُ أَنْ أَقُولَ لَكَ شَيْئًا
يَا قَمَرَ لَيْلِي!
قَبْلَ أَنْ يَبْدَأَ الطُّوفَانُ
وَتُفَاجَأَ
يَا زَيِّرَ النِّسَاءِ!
وَيَا عَاشِقِيَ الْوَلْهَانَ!
وَفَارِسَ خِبَايَا الْمُغِيرِ!
يَا فَاقِدَ الْبَصَرِ وَالْبَصِيرَةِ!
مَا اعْتِرَافِي سِوَى بُهْتَانٍ!
بُهْتَانٍ!
بُهْتَانٍ!
فَقَدْ وَقَعْتُ فِي بِئْرِ عِشْقِي
يَا غَرِيقِي!
وَأَخْطَأْتُ التَّقْدِيرَ!
أَيُّهَا الطَّيْرُ الصَّغِيرُ!
فَيْضُ بَوْحِي مَا هُوَ
سِوَى "كِذْبَةِ أَوَّلِ نِيسَانَ!"
فَبَعْدَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلَامِ
كُلُّ عَامٍ وَأَنْتَ بِخَيْرٍ!
فَقُلْتُ: وَأَنْتِ بِأَلْفِ لِسَانٍ!
... 5
دُونَ فَصْلٍ وَخِتَامِ
يَا صَاحِبَةَ الْأَنْفَاسِ الْمُنْهَكَةِ!
دَعِي الْأَيَّامَ تَسِيرُ
فَهَذَا الْيَوْمُ مِنَ الشَّهْرِ لَكِ!
وَمَا تَبَقَّى مِنَ السَّنَةِ
سَيَكُونُ عَلَيْكِ مَهْلَكَةً!
سَتَعُودِينَ يَا خَمْرَةَ الْغَرَامِ الْمُعَتَّقِ
عَاشِقَةً مُتَنَسِّكَةً!
فِي آخِرِ الْمَطَافِ
وَأَكُونُ لَكِ كَاهِنَ الْعِشْقِ
فِي مَحْرَسِ الِاعْتِرَافِ!
تَقِفِينَ وَتَعْتَرِفِينَ مُتَبَاكِيَةً
بِصِدْقِ مَشَاعِرِكِ!
لِأُبَارِكَ حُبَّكِ مِنْ خَلْفِ الْقَضْبَانِ!
لِتُصْبِحِينَ بَعْدَ أَسْرِهِ
أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍ!
وَبِهَذَا أَكُونُ قَدْ رَدَدْتُ لَكِ
الصَّاعَ صَاعَيْنِ!
فَقَوَاعِدُ عِشْقِي لَا تُهَانُ!
فَكُلُّ عَامٍ يَا بِنْتَ الْكِرَامِ
وَأَنْتِ بِخَبَرٍ كَانَ!
•علاء الغريب /كاتب صحفي