*** فُتُون ***
خَلِيلَيَّ ما للحبّ يزداد حِدّةً
على الدهر و الأيّام يَبْلى جديدها ؟
-----------------------------
يا شاعرا مُوَلّهًا بالحِسان و ساحرات عيونها
لو كان تغزّل فقُلْ : هي المَها في بابِليِّ جفونها
بل لا يصلُح هذا الضّرب من الوصف و التشبيه
إن كان المُرادُ العدل في النعت و التّوصيف
اقلِبْ و قُلْ مُنشِدا : لعلّ عيونَ المها كعيونها
يأتيك في سُجُفِ الظلام طيفها و عطورها
و في الهَجيرِ يُظلّلُك شَعرُها و يرويك قصيدها
ألمْ أقل : انظُرْ إلى السماء ترَها بدر بُدُورها
بل هي إن أطلّت في الدُّجى شمس شموسها
دَعِ التشبيهَ بالكافِ و كأنّ و مثلما و كأنّما
لا تصلح في رسمِ بهائِها ذي الرّواسمُ جمِيعها
سوّاها ربِّي خالقي لتكون لِلعُمْيِ نِبراسَها
هي المَلاحة و النُّهى و النّضارة لا نظير لها
ببساطة لقد أزرت بتمام حُسْنِها بفِينُوسِها
أ. محمد الصغير الجلالي / تونس