*** ظل بلا ملامح ***
انا المرأة التي عبرت العمر
على اطراف الخيبة
حافية الا من وجعي
اتلمس وجهي في مرايا الصمت
فلا اجدني
كان لي حلم
رسمته باصابع الشوق على جدران الروح
فصار شبحا
يمر بي كلما اغمضت عيني
ثم يفر
كما يفر الضوء من يد العتمة
كان لي حب
انتظرته عند مفترق الازمنة
اعددت له نبضي وسهري
وشيدت له في القلب مدينة لا ابواب لها
لكنه جاء متاخرا
منهكا
لا يحمل بين يديه سوى الرماد
كل شيء تاخر
العمر
الفرح
القصائد التي ولدت ميتة في حلقي
والاغنيات التي لم تجد من يسمعها
كبرت قبل الاوان
تخطفني الدروب كغصن هش
كنت ابحث عن ظل يحتويني
فاكتشفت انني ظل نفسي
اتبعني ولا اصل
اهرب مني فاجدني في كل الجهات
كم خذلتني الايام
قدمت لها قلبي
فاعادته لي مثقوبا كسقف مهترئ
حاولت ان ارقعه بضحكة
بامل كاذب
بقصص كنت اكتبها للحياة
لكن الثقوب اتسعت
وصرت انزف دون ان يراني احد
انا المرأة التي نادتها الحياة
لكن صوتها ضاع بين الريح والصدى
التي احتضنت الفراغ
حتى صار جلدها الثاني
ومضت
خفيفة كحلم
ثقيلة كجرح لا يلتئم
هناك في زاوية باردة من هذا العالم
ما زال هناك مقعد فارغ لحب لم يات
لحياة اخرى لم اعشها
لاغنية لم اسمعها
لمساء كنت ساطل فيه من نافذتي
واقول للحياة انا هنا
بقلمي زينة الهمامي تونس