انا والقلم. للشاعر الأستاد اطواهري محمد

 أنا والقلم


ليس لنا منابر وجمهور ، لكن لدينا أحباب وعشاق الكلمة ، لست بين الشعراء والأدباء معروف ، لأني كتاب بين جدران النسيان قد غطاه الغبار لا يواكب مناصب ولا مدارس ، لكن قرأت كل كتب الحكمة و دموع الأحزان ، في باطني حكمة الشيوخ و متعة الشباب ، أنا جسر بين تلاقي و الوصول ، لقد رأيت الشمس حين تشرق وتغرب ولم تغير أصلها فا أحببتها ، خمسين عام أغازل الشمس والقمر أعرف جميع حنو الفصول.


 كيف ينزل المطر في الشتاء ، و اعرف كيف يصنع الدمع و يتشكل في العيون ، التمس حسن وجمال الربيع حين ينبت في الزهور و الورد في الحقول والسهول الرواسي دون يد انسان، لقد رأيت معجزة عشق وحب السماء ، لكني لا أعرف أين يختفي الرحيق من روضة الورد والزهور ، أنا على يقين أن في كل صيف تنتلاق الصوص لكي تستريح في عطلة الصيف التى أخذت منا على طول العام كل شيء من لهب حقوق الناس ، لكنها عاجز أن تسرق القمر من عيون الناس ولا تستطيع أن تجفف ماء البحر . وأعلم أن الحياة كلها مجرد رحلة وليست غاية وليست نهاية الإتجاه.


كن على يقين كل الأحزان بحملها الخريف من باقية طغيان الإنسان والطبيعة اليائسة اليابسة و أوراقها تطاير مع الرياح أعلم أن كل باقية الدمع والمطر والورد والياسمين تتناثر أمام عين الشمس والقمر ، لكي تحي من جديد باءسماءها القديمة مع بداية الفصول، لكني لا اعرف لماذا عشاق الخريف بذرفون الدمع لأجل من ليس معهم لكي يمسحه مع قبلات العام الجديد بين نور الشمس وجفاء الأرض ، وغيم اللمسات بندى فوق الظل ، تأتي تراتيل الزمن على قلب الوقت ينبض اناشيد الخلائق أجمعين بين إعادة الفصول من أجل الإنسان .


أنا و قلمي توأما نغازل الدمع وناس نيام ، نمسح على بعضنا البعض الحزن والإلهام ندوى جروح باقية الأيام ، في تناغم لا يشتكي من حمل الأثقال يحمل وزري بدون لوم عتاب لا يشتكي من سهر الليالي لا ملام ، يعبر معايا تارة فوق جسور الكلام وتارة أخرى يطير بلا اجنحة فوق سمو الحروف والأحلام عندما نصعد في سماوات الرحمن ، ليس لنا قيود ولا حدود ولا قضبان ، ليس لنا أسوار ولا أبواب العالم كله ملكية لنا بين الأكوان ، أشعر بألاحباب و براحة نفسية و رحابة الارض والكتب والسماء ، حين نتسامر مثل التوامان 

في الهدوء أرتب ساعات الحب و الوئام و ثقل المشتاق بالاشواق وساعة أخرى ثائر على صراعات الإنسان لأنه ابشع من طغيان و وحشية الوحوش والحيوان .


يؤلمني حزن أطفال حرمت من العيش والحنان والعطف خانه الإنسان بكل اللغات الحرمان ، عن اشتياق بطن الى قطعة خبزة الى بطن جوعان و البيت ركام والمدينة كلها حطام والارض يملاءها صوت الأنين تحت حجارة الجدران ، وصوت شهيق الأرامل و الأيتام ، وعن قلب فقد في اللحظة جميع الأحباب يكتوى من حرقة الجوع و العطش و الغياب ، عن أرواح الشهداء لم تكمل معهم حق العيش و حرية المشوار ، كانت محاسنهم تزين وجوه الحياة و الأكوان . من يمسح اليوم على عرق الموت و دمع الأحزان و البشر في سبات عن حق الإنسانا نيام .


أنا من يؤمن أن ليس على الله شي مستحيل ، لا أخشى أحد ولا اخاف أحد الرزق مكتوب و مقسوم لن يأخذه منك أحد ، وإن الأحلام والمنايا في كف القدر. ، وأنا عذراء مريم من رحمها انجبت ، وإن الرضيع من المهد تكلم أنا من يؤمن بالواحد الأحد وان العجوز في رحمها حملت و فرح قلب عمران ، وان أصحاب الكهف نائمون قد استيقظوا بعد قرون ، وان قلة من المسلمين غالبة كثرة من الكافرين ، أنا من يؤمن بقدرة الله و مستسلما بأن النار لم تحرق وتمس جسد ابراهيم ، وان بطن الحوت لم يأكل و يهضم يونس ، اذكر نفسي و اذكركم بأن الله حي لم ولن يموت وانه قد نقل بطرف عين عرش ملكة سبأ بالقيس من اليمن إلى الشام .

اللهم غير احوالنا من الحسن الى الأحسن خفف على غزة هموم المصاب .


بقلم طواهري امحمد..

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال