( مانفعُ دمعِكَ ) بسيط
بقلمي : سمير موسى الغزالي
كَمْ خابَ ظَنٌ بكم والكَدُّ والأَلَمُ
فاعزِفْني لَحناً على النّاياتِ يانَغَمُ
صَبا المَقامات يُشفي من به شَجَنٌ
نَهباً فؤاديَ بالأفراحِ يُرتَسَمُ
أَضحَكتُ سِنّكَ صُغتُ المُهلكاتِ هَنا
وأَنتَ تَضحَكُ حينَ القلبُ يُقتَسَمُ
في روضِ روحيَ أُسَكَنتُم على نَهَرٍ
والقَلبُ دَربٌ و كم داسَت به قَدَمُ
أَثلجتُ صَدرَكَ يومَ الناسُ في حِمَمً
و أنتَ في بهجتي الخِذلانُ والسَّقَمُ
ستّونَ عاماً عِجافاً ليسَ يَهزِمُني
إلّا حَبيبٌ على قَهري له هِمَمُ
مابالُ دُنياكَ فضلٌ لا وفاءَ لهُ
وليسَ يُحجَبُ عنكم في الهَنا كَرَمُ
لا تَجرَعْ المُرَّ إنِّي قد كَلِفتُ بِهِ
من نَحلِنا عَسَلٌ من خيرُنا غَنَمُ
صَبراً فؤاديَ جَمعُ النَّجمِ غايتُنا
نَسعى حَثيثاً وما زَلَّتْ بِنا قَدَمُ
أينَ الشَبابُ ودَربي كُلَّهُ عَثَرٌ
أَينَ البَصيرةُ إِنْ شاعَتْ بنا التُّهَمُ
أسرَجتُ خَيليَ في السِّتينَ من وَهَنٍ
فاللّهُ يُرجى وبالرَّحمنِ يُعتَصَمُ
ما نَفعُ دَمعِك والأَجسادُ قد مُزِقَت
أو هانَ سَيفُكَ والأركانُ والعَلمُ
إِنّي سَئمتُ مَواعيداً تُقَطِّعُها
وَحشٌ عليَّ وفي مَيدانِنا عَدَمُ
أينَ السِّلاحُ الذي جَرَّبتَهُ بِدَمي
يومَ العُداةُ على رَوضاتِنا أُمَمُ
لا تَشغَلْ البالَ في ماضٍ مَضى أَبَداً
واستَقبلِ المَجدَ بالأَرواحِ يا نَدَمُ
الإثنين 30 - 6 - 2025