غدّار يا بحر
أبدع في صُنعك خالقٌ قهّار،
جمالك يسلب الأنظار،
أنت يا بحرُ سيّد البحار،
ألوانك ساحرة في الليل والنهار،
مياهك الزرقاء تعكس لون السماء،
وعلى شواطئك رمالٌ بلون الذهب،
وفي جوفك الكثير من الأسرار.
تكون هادئًا أحيانًا، وفجأة تصبح مليئًا بالأخطار،
عندما أتأمّلك أعيش لحظات انبهار،
وعندما تغضب، يصيبني مدّك وجزرُك، أخاف واحتار.
لا أمان لك يا بحر…
أنت مخيف وغدّار…
يجلس إليك العشّاق والشعراء،
يستهويهم جمال الغروب على سطحك،
لحظات الغسق الأخير تزيد في سِحرك،
سبحان من أبدع تصويرك،
سبحان من ميّزك عن سواك.
في كل الفصول، أنت رائع وبديع،
في الصيف، يامك الكبار والصغار،
أحيانًا تكون هادئًا ووديع،
وفي لحظة، تدوّي الصرخات،
وتصبح مزعجًا ومريعًا.
في أعماقك يوجد اللؤلؤ والمرجان،
في أعماقك آلافُ المخلوقات والحيتان،
في روعتك، يذهلُ بني الإنسان.
نفرح… ونمرح… نسبح ونغطس،
وفجأة نحزن… نفرّ منك ونَيأس.
عندما تغضب يا بحر… تصبح ظالمًا وقاسي،
تبتلع في أعماقك الأخضر واليابس.
هذه الأيام، طقسُك عابس… متمرّد كالفارس،
ضاع فيك ضحك الطفولة،
أُخمدت فيك أرواح بريئة،
غدوت مقبرةً للموجات والأنفاس
صحيحٌ أنك مصدرُ جواهر وألماس،
لكنّك أناني… مخادع… وغدّار،
وهذا ما يَقتل في ذواتنا تجاهك كلَّ إحساس.
📜 الإهداء: لروح بريئة
✍️ ذكريات من تونس 🇹🇳
ابنة الزمن الجميل ❤️