من أين جاؤوا؟ بقلم الشاعر القدير محمد آبو ياسين/تونس

 من أين جاؤوا ؟

..............

إنّي لأسأل نفسي منذ طفولتي

كيف لسنابك الخيل أن تدوس أرضنا

كيف إستباحوا تراب بلاد الأنبياء

و أقتلعوا خيامنا و نحن نيام آمنين

بلا مقاومة إستطاع الغزاة هزمنا 

وأن يكونوا أصحاب حق 

و نحن أصحاب الوطن

 فيه صرنا غرباء إذلاء صاغرين

قتلوا أبطالنا ... سجنوا علماءنا

إغتصبوا النساء و الأطفال شرّدوهم

لم يبقَ إلاّ جبناء قومنا يتزلّفون

باعوا ماتبقّى من مروءةٍ و هم يبتسمون

و مرّتِ السُّنون ...

تتالت العقود و القرون

و جاء جيلٌ تلو جيلٍ

مبتورةٌ أنوفُهم و أصابع الشّهادة

في غياهب الجهل و الفقر ينعمُون

و كلّما إستفاق من القومِ صبيٌّ

تنهال عليه نعال أبناء أبناء الجبناء

يتّهمونة بالتمرّد على السّادةِ

و يربطون حول عينيه عصابة سوداء

ألا تستحي ... ألا تتعظ ؟ 

يا سليل البربر و العنجهية و الغباء

و يكسّرون جناح نخوته

يهدّدونه بالقتل و التشريد 

 إن عاد إلى هذا البلاء

فيخمد كالجمر المستعر

الذي أخمدوا شعلته بالتراب أو الماء

و كبرتُ ... و زاد فيهم تملُّقي و كرهِي

أرى دبّاباتهم تقصف الجدران

تمزّقنا بلا رحمةٍ إلى أشلاء

و من قمحنا و نفطنا بنوا حضارتهم

و أصبحت بنيانهم تعانق السّماء

و نحن كل يوم نزداد فقرا

نصارع الأمراض و الخصاصة

و الجهل و الغلاء و الغباء

و كلما إستفاق منّا عقلا من العقول

تكالبت عليه شرذمةٌ من أبناء البِغاء

يتهمونه بالرّجعية الصمّاء

و أنه من كان عدوًّا لأ.مر.يكا

قد حفر قبرهُ بنفسِه

و سيدفن بعيدًا في ليلةٍ ظلماء

يا وجعَ القلبِ ... إلى متى هذا العناء

متخاذلين أمتنا باعوا ضمائرهم

و زادوا خنوعًا للأعداء

و أصبحنا بعد أمجاد صلاح الدّين

نجرّ حصان طروادة خلفنا 

و نأكل و نشرب و ننجب البنات و الأبناء

يا أمّة محمدٍ أما آن الأوانْ

و نرجع خير أمّةٍ أخرجت للنّاسِ

رايتنا خفّاقةً في وجه العِدا

و نعلن الأفراح بأنّنا إنتصرنا

و أنّنا لا نرضى أن يسودُنا الإفرنجُ

و المغول و التتار و الرومُ

لا نرضى أن يقودنا الطغاة

 أهل الكفر و الضلال بنو صه.يون

جبابرة الإبادة و القصف و إراقة الدماء

✍️ آبو ياسين / تونس

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال