من أين جاؤوا ؟
..............
إنّي لأسأل نفسي منذ طفولتي
كيف لسنابك الخيل أن تدوس أرضنا
كيف إستباحوا تراب بلاد الأنبياء
و أقتلعوا خيامنا و نحن نيام آمنين
بلا مقاومة إستطاع الغزاة هزمنا
وأن يكونوا أصحاب حق
و نحن أصحاب الوطن
فيه صرنا غرباء إذلاء صاغرين
قتلوا أبطالنا ... سجنوا علماءنا
إغتصبوا النساء و الأطفال شرّدوهم
لم يبقَ إلاّ جبناء قومنا يتزلّفون
باعوا ماتبقّى من مروءةٍ و هم يبتسمون
و مرّتِ السُّنون ...
تتالت العقود و القرون
و جاء جيلٌ تلو جيلٍ
مبتورةٌ أنوفُهم و أصابع الشّهادة
في غياهب الجهل و الفقر ينعمُون
و كلّما إستفاق من القومِ صبيٌّ
تنهال عليه نعال أبناء أبناء الجبناء
يتّهمونة بالتمرّد على السّادةِ
و يربطون حول عينيه عصابة سوداء
ألا تستحي ... ألا تتعظ ؟
يا سليل البربر و العنجهية و الغباء
و يكسّرون جناح نخوته
يهدّدونه بالقتل و التشريد
إن عاد إلى هذا البلاء
فيخمد كالجمر المستعر
الذي أخمدوا شعلته بالتراب أو الماء
و كبرتُ ... و زاد فيهم تملُّقي و كرهِي
أرى دبّاباتهم تقصف الجدران
تمزّقنا بلا رحمةٍ إلى أشلاء
و من قمحنا و نفطنا بنوا حضارتهم
و أصبحت بنيانهم تعانق السّماء
و نحن كل يوم نزداد فقرا
نصارع الأمراض و الخصاصة
و الجهل و الغلاء و الغباء
و كلما إستفاق منّا عقلا من العقول
تكالبت عليه شرذمةٌ من أبناء البِغاء
يتهمونه بالرّجعية الصمّاء
و أنه من كان عدوًّا لأ.مر.يكا
قد حفر قبرهُ بنفسِه
و سيدفن بعيدًا في ليلةٍ ظلماء
يا وجعَ القلبِ ... إلى متى هذا العناء
متخاذلين أمتنا باعوا ضمائرهم
و زادوا خنوعًا للأعداء
و أصبحنا بعد أمجاد صلاح الدّين
نجرّ حصان طروادة خلفنا
و نأكل و نشرب و ننجب البنات و الأبناء
يا أمّة محمدٍ أما آن الأوانْ
و نرجع خير أمّةٍ أخرجت للنّاسِ
رايتنا خفّاقةً في وجه العِدا
و نعلن الأفراح بأنّنا إنتصرنا
و أنّنا لا نرضى أن يسودُنا الإفرنجُ
و المغول و التتار و الرومُ
لا نرضى أن يقودنا الطغاة
أهل الكفر و الضلال بنو صه.يون
جبابرة الإبادة و القصف و إراقة الدماء
✍️ آبو ياسين / تونس