🪡 نَخَزاتٌ في وَعْيِنا المَأزوم 🪡
تقاطعتْ الأقدار ..و تغايرت الأدوار ..
و تداولتْ الأزمان على الأزمان ..
و السّلطانُ العربي هو السلطانْ
يَحكمنا و الرِّجلُ في الرّكاب
و الرَّسَنُ بيده و السّوطُ و الخِطامْ
و النّاجِز في عَهده وضعُ اللّجام
و السّاجور ، ثم كسرُ العظام
و باقي العهدة أن يبقى على قلوبنا
ألف عام و عامْ
و يحتضر فوق الكرسي ، و بئس المُرام
منذ أقاصي التّاريخ
لا شيء في أوطاننا يتغيّر
نفس القَرح .. نفس الرُّكامْ
نفس الجُرح .. نفس الحُطامْ
حاكمنا العربي لا يُريد وَجَع الدماغ
يكره مَغَصَ الشّعوب و اللغطَ و لغوَ الكلامْ
" العُضالُ " يحسمه بلا ضجيج و لا عجيج
في مَخابر الظِّل و مَشفَى الظّلامْ
مَن يجرؤ فيجادل عقولا من صَفِيح !
مَن يجرؤ فيواجه قلوبا من رُخام !
فاللَّطيمة لمن يفتح فَكّيْه أو يُمَطِّط شِدْقَيه
سيُنْعِيه العذاب ... و يُرثيه الغياب
بلا جثمان بلا أكفان .. رقما من الأرقامْ
جراحات العروبة ثلاثية الأبعاد
فكم مُضنية و كم مُكلفة
هويّة الانتماء لِحِمَى الجَوْر ،
والضّيمُ في أوطاننا مُكعّب الأورامْ
الظاعنون في مقارع الصّمت متورّطون ..
متواطئون في تخصيب عروش اللئام .
سيَزِرون أوزارَهم و البَوائقَ والآثامْ
فلِمَ الوِقيعة إذًا و الشّنيعة
بين الشّعوب و الحُكّامْ ؟
- نِعْمَ - المُطبَّعون على الخُنوع و الخِذلان
و السّيرِ في الرّكب كالقطعان و الأغنامْ
و الحمد و الثّناء لكلّ أفلاطونٍ عربي
فالمدائن عندنا فاضلة و تمام التّمام
غاشية كالدّخان ، باهتة كالغَمامْ
داجية كالرّماد و السُّخامْ
فلِم اللّوم ؟ و لِم العَتَب ؟
حُكّامنا أرباب الأرض و الرّقاب
و حَوْزة القلوب و الأجسامْ
بالرّضا بالإلزام .. بالقوة بالسّلام
لاشيء يصدّهم قُدُما إلى الأمامْ
أيّها البُوهِيمي السّادر في التِّيهِ و الكَمَد
إنّها قصّة العناء و الكَبَد
تُحاك ضِدّ وَعْيِك المأزوم
لتجعل منهم عمالقة
و هم أذناب و أقزامْ
فكيف نَزَغك الغُبنُ والصّوتُ الخَفُوت
لتكليل الأَقْحاف بالتّيجان
أما كنت تعرف أنّك القُربان ؟!
و أنّهم الأوثان و النُّصُب و الأصنامْ ؟!
على رِسْلك أيّها الشّاعر ، نَخَزاتُك اليوم
أعْند من قصيدة ثائرة
رَهينةٍ بين التّرائب مِن أعوام
إذًا ، لَمْلِمْ حروفك و ارْتحِلْ
لن تُصلح شأن العرب ، فلستَ أفلحَ من نبيّ
نَبَتَ فوق لسانه الوعظ و الكلام
و أدنى الايمان أن لا تُؤيّد ، و لا تُوقِّع
ما دمت لا تملك المِقود و الزِّمام
و لا البوصلة و الإلهام
فلا تبايع ، و لا تُوالِ منهم أحدا
و لا تلج ضيعة الذئاب و مَحَامِيَ الضِّباع
فجلّهم جُلاّد ، جلّهم عُتاة ، جلّهم ظُلّامْ
سيكتبون سِيَرهم بالحَيف و الأوهام ،
و للزّيف و التّضليل أبواق و أقلامْ .
و بالتَّفْل يَختم تاريخَهم الأحرار ،
و لِلْبيادر أحذية و أقدامْ .
بقلم الشاعر
الأستاذ الشاذلي دمق