وتريات وأنغام بقلم الشاعر عبدالعزيز بشارات/فلسطين

 ( وتريات وأنغام من صُلب المعاناة)

-----------------------------

يا مالكاً قلبي وعينُك ساهرة

مثلي ومثلُكَ كالحروف النافرة

صِنوان مِن روح الحياة تقابلا

عَرَضاً ، أعارَهما البديعُ مَشاعرَه

فاحتار بحرُالشِّعر في أحكامِهِ

واستَلّ من بين السراب دفاتِره

وبدا يُقَلّبُ فكَرَهُ وخَيالَه

والعينُ مثلُ الفِكر باتت باهرة

أطلقتُ سهماً مِن كنانة أضلعي 

صوّبتهُ نحو العُصور الغابرة 

وحفظتُ مِن عُنقودِه أرجوزةً

كادت تميدُ وتستبيحُ نَواظِره

مسّت مشاعرَه ونالت عطفَه 

حين استحالت بعد حينٍ خاطرة

وطفقتُ أكتبُ واليراعُ يخونُني.

والحبرُ جفًَ ولم يُطاوع شاعرَه

والندبةُ السوداءُ فوق جبينِه

أبدت ظلالَ الحزنِ وهي مُحاصَرة

فاستسلمَ الليلُ الذي قبِل النّوى

ولوى على عُنُق الزمان أظافرَه

ناديتُ ظلّي كي يكونَ مُرافقي.

فرأيتُ أفعى عند ظلّي ماكرة

مدّت إليّ مع التّلوّن نابَها

فكأنّها لصِّ يُديرُ مؤامرة.

فسلكتُ غيماً كان في عليائه

وطيورُ نبضي في السماء مُهاجرة

يا ويحَ مَن سلَبَ الزمانُ بريقَه

فغدى يلفّ كأنّه في دائرة

ناشدتُه عذبَ الكلام وطيبِه..

وفصيحِه فأدار عنّي ناظِرَه

ومضى يُدوّن أحرفاً وطلاسماً

تبدو لمَن قرأ الحُروفَ مُهاتَرة

ويُديرُ ديوانَ المحبّة عابثاً

ويَشِّفُّ مِن أوراقِه المُتطايرة 

ويظنُّ أنّ الغيثَ مِن بَرَكاتِه

وبأنّ نور الشمس صُبحا حاصَره..

ستُضيءُ شمسُ الحقِّ بعدَ كُسوفِها

وبيوتُ أهل الحقَّ تبدو عامِرة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عبد العزيز بشارات/ أبو بكر/فلسطين

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال