خاطرة بعنوان
الحب الأخضر
اليوم قررت أن انفض الغبار عن رسائلك القديمة و اعيد شريط ذكرياتي معك بعد أن أصبح كابوس الماضي يرخي بظلاله على مخيلتي اذ خلفت الأحداث جراحا تندمل استوطنت الذاكرة و سكنت تلافيف الروح لتبقى متوهجة في النفس و مشتعلة لكنها لن تحترق أو تتمرد ،،،،، لقد اكتشفت في رسائلك نبض الماضي و صدق التواصل ما دام حبي أخضر فهي أروع كنز أحتفظ به لدي ذلك اني كلما رمت حرقها أشعر أنني ساغتال حبنا الجميل و سابقى على الاطلال اتلظى برحيقها ،،، انها لحسن حظي لا تزال محفوظة في ملفي الأخضر و فؤادي مما جعلني في اقصى درجات سعادتي ،
لقد كنت اضحك عن الحب لأنه شيء غير مسجل في قاموسي لكن كلماتك المخطوطة تبقى محفورة بعظامي فهي كثيرا ما تستيقظ في وحدتي و لا يمكن أن يتخللها النسيان و يحتويها افول الذكرى ،،،،، إن حبي لك يجعلني اصل إلى ذروة استشفاف ما يدور في خلدك قبل أن تنبس شفتاي باي حرف فقد اكتشفت أن لغة عينيك بحد ذاتها معاجم لن تكتمل ترجمتها و مشاعرك تضفي على كياني نسيجا من حنان الامومة لكانما أنا طفل اذ نسيت عمري المديد ذلك اني أحتاج لهدهدة المشاعر كي يزداد عطائي و تمكث رغبة الكتابة لدي ،،،فحين أراك تصبح الأفكار مسلكا لطريقي و تأخذ الكلمات في التدفق سيلا جارفا لذا يا حلمي المجدول من نور العيون كلما غبت عن مخيلتي يصبح الفؤاد مهصورا الما و تسعفه العين بدمعة دافئة حيث استوطنت صورتك اعماقه و ابت الارتحال إلى عالم النسيان
إن نرجسية تخيلاتي تحفز رغبتي للانعتاق من الحزن لأن الكلمات تستمر في ايغال رمحها بجراحي و تطارد فلوليالمنكسرة رغم أنه ليس هناك داع لتوثيق هذه المشاعر فكل ما اذكره أنه فجأة يبدأ القلب في النبض و تقبض السبابة و الابهام على القلم ليتخذ موقعه على الورقة منتظرا الاوامر الصادرة عن وحيي الشيطاني كي يكتب قصته الرائعة مع الأيام ،،،،، إنه يكتسح بمداده كل المساحات لكنه يرجىء قريحته إلى وقت آخر ما دام مسلسل حبنا متواصل مع الأيام ،
لقد قررت الاستغناء عن قلمي الأسود نهائيا و استبداله باللون الأخضر لأنه يمثل ربيع حياتي أو ليس حبي أخضر ،
الكاتب فؤاد بوقطاية. تونس