نيرانٌ بلا دُخان
بقلم: فتحي الصيادي
يحملُ القلبُ أشواقًا،
وتُعاني الروحُ من فُرقةٍ لا تُطاق،
تفيضُ، وتتحوَّلُ إعصارًا،
وتشتعلُ في الحَشا نارٌ
نيرانُها بلا دخان،
تأكلُ الأوردةَ والشرايين،
تسفحُ الدمعَ،
وتُؤلمُ الجراح،
وتُلجمُ البهجةَ والأفراح،
والجسدُ يئنُّ بالصراخ،
ويُطلق للهمومِ سراح.
ذاكَ هو شوقُ الحُب،
لحبيبٍ تغرّبَ وابتعد،
لا لسببٍ... وهذا أعجب،
لم يُفصِح، ولم يَقُل،
وفعلُهُ باتَ يُؤوَّل،
تركَ في القلبِ حسرةَ سؤال،
إن شاءَ هكذا، أو رغب،
فما جَنَيتُ، وما اقترفت من السَبَب،
لكنَّه سبَّبَ لي الوَصَب.
ذرفتُ العيونَ سيلًا،
وقلبي صامتٌ ذو عويل،
حالي لكلِّ امرئٍ دخيل،
بانَ وغابَ الخليل،
وما زال قلبي إليهِ يميل.
تراني أزفرُ حسراتي،
حالي كأنّي ذقتُ الممات،
يا طيرًا طائرًا... باللهِ عليك،
خذ سلامي وآهاتي،
وارمِ بها نحو الحبيب،
علَّه لرسالتي رقيب،
وأخبِرهُ بحجمِ المصائب،
بقلبٍ اشتعلَ،
وسادَ فيهِ الخراب.
أما في القلبِ رحمة؟
لرجوعٍ، وعودة؟
فقد أنهكني الزمان،
وبتُّ أبكي كاللاطفال
حيننَ تجفُّ الأثداء،
بحُكمٍ من ربِّ السماء.
---