في صحراء القفر
نبتت شجرة
سكنت في أعماق الصخر
تغطيها أكوام الرمل
تلتحف فستان العطش
المصنوع من وهج الشمس
نبتت في البدو بمفردها
لا شجر يؤنس وحدتها
ذاقت ويلات الصحراء
عاشت في اليُتمِ نشأتها
شاخت قبل الوقتِ
إجتث رياح الصيفِ نضارتها
لكن لم تبخل يومًا
تجودُ لعابرٍ ثمرتها
ناضجةً تمّ حلاوتها
و ظلال وارف تُهديه
لكلّ مسافر يقصدُ متّكئها
صامدة أنت يا شجرة
يا أصل الصبر و الأنفة
أنت باقية شامخةٌ
تعطينا دَرْسًا في الكرمِ
تعلّمنا العزم و الحزم
من صلد الصخر ينبع ماء
تسقيها زلالًا رمال الصّبر
✍️ محمد آبو ياسين / تونس