صوتُ العُربِ. بقلم الشاعرة القديرة سلوى مناعي_تونس

 صوتُ العُرْبِ

بقلم: سلوى مناعي – تونس


أيا نَفَسَ العربِ السجينِ على المدى

أما آنَ أن تهتزَّ فيكَ المَدى نَدَا؟


تُبَاحُ حدودُ الحلمِ فينا جهارَةً

ونَنسى على أرواحِنا ما جَرى وغَدَا


سُرِقنا من الأُقصى إلى كلِّ نخلةٍ

ومن صَمتِ بغدادٍ، لِيبكِيَنا العَدَا


فمن لدمشقَ العشقِ؟ من لغِزّةَ الغُدُو

إذا باعَنا مَن كانَ بالأمسِ سيّدا؟


أنا بنتُ تونسَ، والقصائدُ موطني

إذا خانَنا السيفُ، استعدنا المُدى يَدَا


سقيتُ الحروفَ من البكاءِ نداءَها

وطرّزتُ من دمعِ العروبةِ موْلِدا


كتبتُ على صدرِ المجاعةِ صرختي

وفي كفِ أطفالِ الحنينِ تَهدُّدا


أنا أكتبُ الآنَ، ولا شيءَ بعدهُ

سوى أن نكونَ الحرفَ… أو نتبدّدا


تكسَّرتِ الأحلامُ فينا كأنّها

شظايا هوىً، في القلبِ صارت مُبدَّدا


وسافَرَ عنّا المجدُ، مذ صِرنا سُدىً

وصوتُ الكرامةِ في نُفوسِنا غَدَا


فلا القدسُ ترضى بالوعودِ كعادتِه

ولا الصبرُ يرضى إن خُذِلنا مُدَدا


وكم قبلةٍ بيعتْ على بابِ خائنٍ

تُخبّئ في أحشائِها الغدرَ والردى


ترى، هل نُفيقُ اليومَ من سُكرةِ الأسى

ونمسحُ عن وجهِ الحقيقةِ ما بدَا؟


ألسنا أُلى عزٍّ، إذا ما تذكّروا

تاريخَنا، قالوا: هُنا المجدُ قد بدا؟


فيا نخوةَ الأحرارِ في كلِّ بقعةٍ

هبوا… فقد نامَ العِدى ثمّ استَبدَا


ولا تنتظرْ سيفًا سيأتي من العدمِ

فما السيفُ إلا من تَحرَّك وابتَدَا


بلادُ العُرُوبَةِ ما خبتْ في جذورِها

ولكنْ بنا خبتِ القلوبُ وسُدَّدا


سلوى مناعي 

الجمهورية التونسية 🇹🇳 


.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال